شهادة الوثائق اليهودية لصلب المسيح



أما الوثائق اليهودية فلها أهمية خاصة على الرغم من سلبيتها. فمن الطبيعي أن يتخذ رؤساء اليهود وقادتهم الدينيون موقفاً معادياً من المسيح? وهم الذين صلبوه إذ أدركوا أن تعاليمه الثورية تهدد معظم ما استنوه من تقاليد وطقوس فريسية تعزز من مكانتهم الدينية والسياسية. ومع ذلك فإن هذه الوثائق برهان ساطع على صحة ما ورد في الإنجيل من تفاصيل قصة الصلب. وفي هذا الجزء من دراستنا سنتناول أبرز هذه الوثائق وأولها:

شهادة موسى

في سفر التثنية 18: 15 تكلم موسى عن المسيح وهذه النبوءة قد تمت في (أعمال الرسل 23: 3).

شهادة الذبائح التي كانت تقدم في العهد القديم
 

كانت الضحايا في العهد القديم تذبح  كوسيلة للتكفير عن الخطايا.. “لان الدم يكفر عن النفس” (لاويين 13: 11) وكلنا نعلم بأن المسيحين والمسلمين واليهود يؤمنون بالفداء أو الضحية .  فالمسلمون يحتفلون بعيد الاضحى واليهود يحتفلون بعيد الفصح بتقديم ذبائح دموية للتكفير عن خطاياهم والمسيحيون يؤمنون بموت المسيح “حمل الله” الذي هو الذبح العظيم والضحية الكبرى والنهائية للتكفير عن خطايا العالم فموت المسيح وذبيحته الكفارية هي التي أعطت معنى لكل الضحايا ولكل الاعياد السابقة وما تلك الضحايا الا رمزا مثاليا للتضحية الحقيقية التي قدمها المسيح على الصليب والا فالضحايا تبقى بلا معنى على الاطلاق .

. شهادة التلمود

التلمود كتاب مقدّس في نظر اليهود وقد جُمِع في مجلّدات ضخمة يستطيع أيّ باحث أن يطّلع عليها. يقسم التلمود إلى مجموعتين أساسيتين هما: المشنا والجمارة.

المشناة: هي التقاليد الشفوية القديمة التي توارثتها أجيال المجتمع اليهودي المتعاقبة ثم تمَّ تدوينها في القرن الثاني الميلادي.

الجمارة: هي حصيلة الشروحات والتعليقات على المشنا.

الحلقا: إن المواد التلمودية التي تدور حول قضايا تشريعية وأسئلة قانونية والتي أثارت جدلاً بين فقهاء اليهود وعلمائهم فتدعى الحلقا.

الهجَّادا: هو الجزء المختص بالأساطير والقصص والأقوال المأثورة التي استخدمت لإيضاح الأعراف التقليدية فتدعى الهجَّادا.

ونقرأ في النسخة التي نشرت في أمستردام عام 1943? وفي صفحة 42 ما يلي:

“ لقد صُلب يسوع قبل الفصح بيوم واحد. وقبل تنفيذ الحكم فيه? ولمدة أربعين يوماً خرج مناد ينادي: إن (يسوع) سيُقتل لأنه مارس السحر وأغرى إسرائيل على الإرتداد فعلى من يشاء الدفاع عنه لمصلحته والاستعطاف من أجله أن يتقدم. وإذ لم يتقدم (أحد) للدفاع من أجله في مساء (ليلة) الفصح. وهل يجرؤ أحد عن الدفاع عنه? ألم يكن مفسداً? وقد قيل في الأنبياء إن شخصاً مثل هذا: لا تَسْمَعْ لَهُ وَلا تُشْفِقْ عَيْنُكَ عَلَيْهِ وَلا تَرِقَّ لَهُ وَلا تَسْتُرْهُ? بَلْ قَتْلاً تَقْتُلُهُ (تثنية 13: 8 و9)”.

من الواضحج أن التلمود يشهد أيضاً بأن المصلوب هو المسيح من غير أن نلمح في هذه الشهادة أي شائبة شك في شخصيته.

3) قال أيضاً يوحنا بن زكا? تلميذ هليل المعلم الشهير في كتابه سيرة يسوع الناصري: “إن الملك وحاخامات اليهود قد حكموا على يسوع بالموت لأنه جدف حين ادعى أنه ابن الله... وأنه الله”. ثم قال بعد ذلك: “ولما كان المسيح في طريقه إلى الموت كان اليهود يصرخون أمامه: فلتهلك كل أعدائك يا رب”.

(4) جاء فى التلمود البابلى فصل السنهدريم (المجمع اليهودى) ما نصه:

" أن يسوع علق (صلب) فى مساء الفصح"

ويشير التلمود البابلى إلى يسوع باسم " ابن بانديرا " أو " بانتيرا " وهي كلمة محورة للكلمة اليونانية " بارثينوس " التي تعني عذراء. وقد أطلقها اليهود المتأخرين على يسوع تهكما على تسمية المسيحيين له باسم " ابن العذراء"

ويقول التلمود البابلي في موضع آخر أن مريم " سليلة الأمراء والحكام مارست البغاء مع النجارين"

وهذه العبارة بالطبع هي محاولة لتفسير العقيدة المسيحية لميلاد يسوع العذراوي ويقصد بعبارة " الأمراء والحكام " سجل النسب الذي ذكره لوقا باعتباره سجل نسب مريم ويوسف النجار رجلها الذى كان ابن عم لها, والإشارة إلى النجارين هي إشارة واضحة ليوسف النجار رجل مريم.

(5) جاء فى كتاب " سيرة يسوع " للحاخام يوحنا بن زكا تلميذ هلل المعلم اليهودى الشهير ما نصه أن الملك وحاخام اليهود حكموا على يسوع بالموت لأنه جدف بقوله عن نفسه أنه ابن الله.

4- جاء فى كتاب " يسوع الناصرى " للحاخام يوسف كلورنر أن أناجيل المسيحيين سجلات صادقة وأن يسوع الناصرى عاش ومات طبقا لما جاء فيها.

واستطرد قائلا أن الذين ينكرون وجود المسيح التاريخى ينكرون حقيقة تاريخية ثابتة إذ أن ما وصل إلينا من تاريخ سقراط الذى لا يشك أحد منا فى وجوده لا تؤيده أدلة قوية مثل تلك التى تؤيد تاريخ المسيح.

 شهادة نبوءات العهد القديم

يوجد أكثر من 47 نبوءة تتحدث عن صلب المسيح على الصليب والتي قد تحققت حرفياً في نفس اليوم الذي صُلِبَ فيه المسيح. ومن أهم هذه النبوءات هي نبوءة إشعياء النبي المذكورة في سِفْرِه الإصحاح الثالث والخمسين. وفيما يلي بعض من النبوءات التي تحققت في ذلك اليوم عينه.

إتمـام هذه النبـوءة

مكــان ورودها

النبـــوءة

متى 26: 15

زكريا 11: 12

تسليم المسيح لليهود بثلاثين من الفضة

يوحنا 19: 28

مزمور 22: 15

عطشه على الصليب

متى 16: 31-56

زكريا 13: 7

تركه التلاميذ وهربوا

لوقا 23: 22

مزمور 22: 16

ثقبوا يديه ورجليه

يوحنا 19: 23-24

مزمور 22: 18

ألقوا القرعة على ثيابه

مرقس 14: 48-50

مزمور 31: 11

معارفه يقفون بعيداً عنه

متى 27: 34

مزمور 59 21

إعطاؤه الخل ليشرب

يوحنا 19: 34-37

زكريا 12: 10

طعنه في جنبه

مرقس 15: 28

اشعياء 53: 12

شفاعته من أجل صالبيه

عبرانين 9: 28

اشعياء 53: 12

حمل خطايا كثيرين

يوحنا 19: 33-36

مزمور34: 20 وخروج 12: 46

عظم من عظامه لم يكسر