الكنيسة 2

الكنيسة_2.jpg

صديقي .. صديقتي

تعرضنا في العدد السابق لموضوع الكنيسة من ناحية نظرية ، ورأينا كيفية تكوينها ورؤية الله لها ، ومن هم أعضاؤها. ولكن تعالى معى عزيزى القارئ لنتعرف على الشكل العملي للكنيسة ووظائفها والسلطان الممنوح لها من الله وكيفية الحصول على هذا السلطان.

بعكس ما هو شائع فإن كلمة كنيسة لم ترد مرة واحدة فى العهد الجديد للدلالة على مبنى أو هيكل أو أى مكان كان يستخدم فى العبادة . بل كما عرفنا فى العدد السابق فإن كلمة كنيسة كانت تطلق على مجموعة المؤمنين لدى اجتماعهم ، كما نرى فى الآيات التالية :

أع 9: 31  " وأما الكنائس فى جميع اليهودية و الجليل والسامرة فكان لها سلام وكانت تبنى وتسير فى خوف الرب وبتعزية الروح القدس  كانت تتكاثر".

أع 16: 5 " فكانت الكنائس تتشدد فى الإيمان وتزداد فى العدد كل يوم ".

أع 15: 4 " ولما حضروا إلى أورشليم قبلتهم الكنيسة والرسل والمشايخ".

وكما قال السيد المسيح لتلاميذه " إن اجتمع أثنين أو ثلاثة  باسمي فهناك أكون فى وسطهم". فإن الكنيسة هي اجتماع إثنين أو أكثر من المؤمنين فيكون المسيح حاضرا فى وسطهم – بروحه القدوس – ليكون هذا الاجتماع ( الكنيسة) تمثيلا له وتتميما لمشيئته. ومن خلال بعض الممارسات البسيط – والتى سنتكلم عنها بإيجاز فيما يلي – يقود الله كنيسته كما علم السيد المسيح تلاميذه أن يصلوا قائلين      " لتكن مشيئتك كما فى السماء كذلك على الأرض".

 

ممارسات الكنيسة :

إن للكنيسة دورين أساسيين. أولهما هو العناية بأعضاءها ونموهم الروحي وثباتهم في الله، إيمانا منها أن هذا هو الطريق الصحيح لنجاح هؤلاء الأفراد فى كافة نواحي حياتهم ، و الثاني هو الوصول للآخرين وتحقيق مشيئة الله فى وسط العالم ، والله يقود كنيسته – بروحه القدوس – من خلال بعض الممارسات البسيطة لتحقيق رسالتها ، وسوف نتعرف معا فيما يلي على كيفية حدوث هذا.

  1. قراءة الكلمة والتعليم : فى رو 12: 1-2 نرى الرسول بولس يحث شعب كنيسة رومية بهذه الكلمات :
    " فأطلب إليكم أيها الأخوة برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية. ولا تشاكلوا هذا الدهر بل تغيروا عن شكلكم بتجديد أذهانكم لتختبروا ما هي إرادة الله الصالحة المرضية الكاملة".

بهذه الكلمات يطلب الرسول بولس من شعب هذه الكنيسة أن يتغيروا عن شكلهم – شكل العالم – بأن يجددوا ذهنهم ، والمقصود هنا تجديد ذهنهم بفكر الله ، والسبيل الوحيد إلى ذلك هو قراءة كلمة الله بمثابرة و اجتهاد وتعلم فكره لكي يكون للكنيسة فكر المسيح فى كافة الأمور . إذ أن كل من أعضاؤها لا يحيا ثانية لنفسه بل لله. وهذا العمل ليس بالعمل السهل إذ يحتاج كثير من المداومة والاستمرار وإنكار الذات لذا يبدأ الرسول بولس كلماته بطلب أن يقدم المؤمنون أجسادهم ذبيحة حية مقدسة.
كذلك نرى فى أع  2:42 " وكانوا يواظبون على تعليم الرسل"
وفى 1تى 4 : 16 " لاحظ نفسك والتعليم وداوم على ذلك ".

  1.  الصلاة : إن الصلاة أحد أهم أعمال الكنيسة ، ونحن هنا لا نقصد صلوات محفوظة تردد فى أوقات خاصة وبطرق خاصة ، ولكننا نقصد علاقة حية مع الله الحى – وبقيادة الروح القدس – يقود الله الكنيسة لتصلى لكافة الأمور. وصلاة الكنيسة لها قوة جبارة فى التأثير على الظروف المحيطة ، وهى طريقة إيجابية للتعامل مع الأمور المحيطة ، لتخضعها لمشيئة الله ، ومن خلال الصلاة يتدخل الله فى الأمور.  وبذلك يحقق الله مشيئته من خلال الكنيسة من خلال الصلاة. وقد وعد السيد المسيح تلاميذه قائلا "إن اتفق اثنان منكم على الأرض فى أى شئ يطلبانه فإنه يكون لهم من قبل أبى الذى فى السموات".

الشركة : الشركة هي أحد أهم أعمدة حياة الكنيسة. فنرى فى أع 1: 14 "هؤلاء كلهم كانوا يواظبون بنفس واحدة على الصلاة والطلبة" وفى أع 4: 34 "إذ لم يكن فيهم أحد محتاجا لأن كل الذين كانوا أصحاب حقول أو بيوت كانوا يبيعونها ويأتون بأثمان المبيعات ويضعونها عند أرجل التلاميذ "