الرسالة الرابعة - الفداء

004.jpg

صديقى صديقتى:

نشكركم من القلب على مراسلاتكم ومشاركاتكم معنا بالأراء والأفكار والخبرات الحقيقية، فمن خلالكم وبكم ولكم نستطيع معاً أن نتعلم ونختبر الكثير عن العلاقة مع الله.

 

جائنا من أحد الأصدقاء رسالة يقول فيها: " ان كل الأديان تدعوا الانسان أن يستمر فى عمل الصلاح بكل ما فيه من قوة وعزيمة، لكن بالرغم من كل هذا يظل الانسان فى خوف واضطراب من جهة مصيرة وحياته فيما بعد الموت،، الكل يؤكد على ان الله رحيم ومغفرته واسعة، لكن فى نفس الوقت الكل يؤكد أيضاً على ان الله شديد العقاب ولن ينجو أحد من عقابه ودينونته،،، فكيف يُطلب منا أن نعبد الله وأن نسير فى الطقوس والفرائض الدينية ونحن لا نعلم النهاية؟ هل يستطيع أحد أن يبدأ طريق وهو لا يعلم نهايته؟ " 

 

أصدقاؤنا يسعدنا من خلال هذا التساؤل أن نتشارك معاً فى موضوع رسالة صندوق البوستة المفتوح فى الى رسالة اليوم.

 

الكل أخطأ :

 

 صديقى يعلن الإنجيل المقدس ان جميع بنى البشر قد أخطأوا فيقول الوحى فى الرسالة الى أهل رومية والفصل الثالث والاية 23 " إذ الجميع أخطأوا وأعوزهم مجد الله ".

بل تؤكد الكتب المقدسة إننا كنا فى آبائنا الاولين من قبل أن نولد و لذا عندما أخطآ كنا فيهم ولذلك حملنا  نفس الحكم الذى جاء عليهم، فعندما خرج  آباؤنا مطرودين من الجنة والحضرة الالهية كنا نحن فيهما ولم نولد فى داخل الجنة.

 

بل ما يؤكد هذا ياصديقي هو اننا- أنا وانت- وباقى البشر أجمعين نميل الى فعل الخطية والمعصية وفى دواخلنا شهوة ونجاسة وعصيان، حتى ان النبى داود عليه السلام يقول فى ( مز 51 : 5 )  " هانذا بالاثم صورت وبالخطية حبلت بى أمى " ، لذا لا يوجد من جاء على وجه الارض الا وقد أخطا وعصى ضد المولى عز وجل ،، إلا شخص السيد المسيح له كل المجد الذى لم يكن فيه خطية ولا وجد فى فمه غش.

ماذا عن الانبياء : 

 

إن الأنبياء فعلا معصومون من الخطا … ولكن  فى توصيل رسالة الحق من الله سبحانه الى البشر ؛ أما فى حياتهم فهم بشر عاديون لهم أخطاؤهم ولهم ايضا نقصاتهم.

 

فنجد البعض منهم يطلب الغفران من العلى جلا شأنه ونرى البعض يقول إن لم تغفر ليً يا ربى سأكون من الخاسرين 

.. بل إن البعض منهم يقول عن نفسه أنه من الضالين والبعض كان ضالا وهداه المولى العلى العظيم.

 

وقد تظن صديقى إن أخطاء  بعض الأنبياء كانت قبل النبوة وهذا كان يجوز لو لم يطلبوا الغفران والصفح من المولى عما تقدم من ذنوب لهم وما تأخر فى حياتهم وهم أنبياء.

 

أجرة المعصية :

 

إن الله عز وجل قدوس وبار وطاهر ولا يقبل الخطية  أو المعصية؛  لذا بنى البشر بطبيعتهم التى تميل الى الخطية والعصيان لا يقدرون أن يقتربوا من حضرته،  فهم  منفصلون عنه ؛ فيقول النبى  إشعياء فى ( أش 59 :  2 ) " آثامكم صارت فاصلة بينكم وبين الهكم " .

ان إنفصال الإنسان عن خالقه الذى هو مصدر حياته  يؤدى الى موته الحتمى ؛ وهذا ما يؤكده الوحى المقدس فى ( رو 6 :  23 )  " لأن أجرة الخطية هى موت ".

إن الموت المقصود فى هذه الآية  الكريمة هو الموت الروحى أى إنفصال الإنسان روحيا عن الله ، وحتى لو كان يحيا فى هذا العالم الآن بالجسد، لكن بسبب الخطية فهو منفصل عن الله القدوس لذا فهو ميت روحيا وأبديا؛ وهذا الحكم يسرى على كل بنى البشر.   

ولذا يقول الوحى فى ( أف 2 : 1، 2 ) " وانتم اذ كنتم أموات بالذنوب .. .. الله الذى هو غنى فى الرحمة،  من أجل محبته الكثيرة التى أحبنا بها، ونحن أموات بالخطايا أحيانا مع المسيح بالنعمة أنتم مخلصون". فالوحى المقدس يوضح أن  هناك حكم بالموت علينا بسبب الخطية ولكن محبة الله فيها الحياة بالمسيح.

  

الفكر البشرى :  

 

هل تظن يا صديقى  أن مليونا من الجنيهات تعطى لأعمال الخير من أحد المحكوم عليهم بالاعدام تجعل قاض عادل يغير من الحكم ؟؟.. لا أظن هذا.ولا حتى لو ان هذا الشخص المحكوم عليه بكى بالدموع وصام بالأيام والليالى ووعد بعدم العودة لنفس الجريمة، كل هذا لا يغير الحكم، كما أيضا غير ممكن أن رجل المرور لا يوقع الغرامة على من أخطأ مرة واحدة فقط فى إتباع اشارة المرور لكونه لمدة 10 سنوات يتبعها بكل دقة.

 

إن الفكر البشرى العادى يظن أنه من الممكن ان نرفع حكم الدينونة الذى علينا بسبب خطايانا( الذى هو الموت الروحى ) عن طريق أعمال البر التى نعملها أو الدموع والصوم أو حتى بكثرة الصلاح بالمقارنة بالشرور والمعاصى،، وهذا مع كل أسف غير صحيح على الاطلاق.

 

الرحمة والعدل :

 

إن المولى سبحانه شديد العقاب فأجرة الخطية هى موت ، ولكنه فى نفس الوقت الرحيم الغفور .. فكيف تجتمع الرحمة و العدل الالهي؟  أى كيف يغفر الله لنا ويظل أيضا هو العدل فى عقابه لنا على خطايانا ومعاصينا؟

 

صديقى هذا هو الذى جعل هناك حتمية لوجود الكفارة و الفداء بالذبح العظيم ، ففى الكفارة يتم العدل بالموت للذبيحة ، وأيضا فى الفداء تظهرالرحمة بالحياة للمفديين ، وهنا يتم كلام نبوة النبى داود (مز 85 : 10 )  " الرحمة والحق إلتقيا ". 

 

الكفارة والفداء :

 

صديقى إن الكفارة يجب أن تكون من خلال ذبيحة مقبولة لدى الله لذا يجب أن :

#  تكون طاهرة وبال عيب أو خطأ. 

#  من نفس نوعية المفديين ( لها طبيعة بشرية ).

#  تساوى أنفس المفديين جميعا فى قيمتها.

صديقى هذا هو الذى جعل السيد المسيح له المجد يقبل أن يضع نفسه للموت على الصليب لكى يحمل حكم الموت والدينونة التى علينا،  فقد كان طاهرا وبلا خطية تستوجب حكم الموت، وأيضا أخذ جسدا بشريا لكى يحمل نفس طبيعتنا البشرية ( فهو كلمة الله الذى  صار بشراً سويا ) وهو أعظم من كل البشر لذا فهو يجمع أنفس كل المفديين.

صديقى عندما تثق وتؤمن بموت السيد  المسيح على الصليب كفارة وفداءً عنك ، بالتأكيد ستنال الرحمة  من عند الله ،  حيث ان  حكم الموت قد تم فى السيد المسيح   على الصليب وأستوفى العدل الالهى حقه ولذا فأنت لست تحت الدينونة كما يقول الانجيل فى (رو 8 : 1 ) " إذاً لا شئ من الدينونة الآن على الذين هم فى المسيح " وهذه هى بشارة الانجيل لكل الجنس البشرى بكل طوائفه وجنسياته ودياناته ،،  ولك انت يا من تبحث عن الفداء لنفسك من الدينونة فى اليوم العظيم  أمام الديان العادل. صديقى هل تؤمن بموت المسيح وتقبل كفارته لتنال الفداء.








قصة توضيحية:



الكوبري البشري:

 

تعالت الصرخات، فانطلق الأب و من خلفه أبناؤه الثلاثة إلى الشرفة ليروا ماذا يجري فى شارعهم الشعب، وكانت المفاجأة ان النيران تلتهم منزلهم ، من أسفل صاعدة بسرعة إليهم، صرخ الأولاد من هول المنظر وأسرع الأب بهم إلى السلم للهروب و لكن السلم كان مشتعلاً بالنيران،احتار الأب ماذا يفعل لا يوجد أى منفذ للهروب بأبناؤه من النيران المتصاعدة بسرعة للطابق الخامس حيث يقطنون.

 

وسط الصرخات والنيران إذا بفكرة جريئة تقفز إلى عقله، فأخذ أولاده الثلاثة الى شرفة منزلهم وصعد الى السور وطرح بنفسه تجاه شرفة المنزل المقابل فأمسكها بيديه مع ثبات قدميه فى شرفة بيته وصرخ فى أولاده أن يعبروا من فوقه مثل الكوبرى.و في خوف أعان الأخوة أصغرهم على العبور، ثم الأوسط بعد تعب كبير للأب، وجاء دور الابن الكبر فقال لوالده وهو يراه يرتعش بشده انك يا أبى متعب ولا تستطيع الاحتمال، لكن الأب بكل ما بقى فيه من قوة صرخ أن يعبر بسرعة لأن النيران تقترب. 

 

كانت قلوب جموع الناس فى خوف وترقب أمام مشهد هذا الأب العظيم، ومع تقدم الأبن الأكبر ، كانت زراعا الأب قد أجهدتا، وهو يرتعش بشدة وبالكاد يحافظ على تماسكه حتى يعبر الأبن الأكبر، لكن ما أن وصل الولد إلى شرفة المنزل المجاور حتى تهاوى جسد الأب المنهار وسقط في وسط النيران، ومات الأب ليحيا أولاده الذين أحبهم.

 

خطوات عملية:

 

تستطيع أن تتمتع بالغفران الكامل لكل حطياك الآن ، ارفع قلبك لله واعلن قبولك لذبيحةالمسيح الكفارية على الصليب، ثق ان محبة الله التى تجسدت فى المسيح هى الطريق لكى ترفع كل الدينونة والعقوبة الأبدية من عليك.

 

صلاة:

 

يارب أؤمن بأنك انت هو العدل والحق أؤمن بعمل الفداء على الصليب أقبل موت المسيح أنه لأجلى، يارب أطلب غفرانك لخطاياى من أجل كفارة الذبيح العظيم يسوع المسيح 

وأشكرك من أجل عملك وحبك العظيم لىَّ

أمـين

 

أية للحفظ:

 

" الله بين محبته لنا لانه ونحن بعد خطاة مات المسيح من أجلنا "  ( رسالة رومية 5 : 8 )

 

سؤال لك:

 

كيف يتقابل العدل الالهى فى ايقاع الدينونة على الخاطئ مع رحمة الله وغفرانه ؟

 

هدية لك:

ارسل الينا بأرائك واستفساراتك وننتظر أيضاً إجابتك على "سؤال لك " حتى نرسل لك هديه قيمة من مطبوعاتنا. لا تنسى أن تكتب عنوانك البريدى إذا كنت تريد مطبوعاتنا.