الرسالة الأولى
مقدمة:
صديقى صديقتى:
يسعدنا لقاؤك فى سلسلة دروس صندوق البوستة المفتوح، نشجعك أن تفتح قلبك وتعبر عن كل ما يدور فى فكرك من تساؤلات عن الموضوعات التى ندرسها معاً ،ويسعدنا أن نتبادل الرسائل على صندوق البوستة المفتوح.
فى رسالة اليوم سوف نتكلم عن أول وأهم موضوع يهم كل أفراد العائلة البشرية التى ننتمى اليها، والموضوع يناقش : وجود الله و كيف يظهر لنا نفسه وأيضاً لماذا يسمح بالظروف الصعبة أن تحدث فى حياتنا، فالى موضوع اليوم.. ..
الله …من هو؟ :
صديقى تخبرنا الكتب المقدسة أن الله سبحانه روح لذا لا نستطيع أن نراه بعيوننا البشرية المادية ؛ وكذلك كل ما فى العالم الروحي لا نستطيع أن نميزه أو نراه بحواسنا المادية.
وتخبرنا أيضاً الكتب المقدسة ان الله سبحانه هو الذى أوجد كل الموجودات وهى بقدرته كائنة وخلقت؛ فكل شئ به كان، ما يرى وما لا يرى، وبغيره لم يكن شئ مما كان.
لكن العلي جل شأنه أعظم من إدراكنا، فعقولنا المحدودة لا تستطيع أن تعرفه أو تدركه ؛ لذا فمعرفتنا بالله عز وجل تعتمد على ما يعلنه ويخبرنا به عن نفسه.
كيف يخبرنا الله عن نفسه ؟ :
1) إن الخليقة من أوضح الطرق التى يخبرنا العلى بها عن نفسه، فكل الموجودات تخبر عن أنه يوجد شخص قد أوجدها ووضعها فى هذا النظام الكونى؛ فالخليقة تخبر عن خالقها حتى لو لم يعرف البشر الكتب السماوية.
وهذا ما يؤكده الإنجيل فى الرسالة الى رومية الفصل الأول والآية 20 حيث يقول " لأن أموره غير المنظورة ترى منذ خلق العالم مدركة بالمصنوعات قدرته السرمدية و لاهوته ".
2) أيضا يخبرنا العلى عن نفسه بالأنبياء والرسل الذين تكلموا بكلامه وحملوا رسالته للبشر على طول التاريخ؛ والذين أخبروا عن اهتمام العلى جل شأنه بكل خليقته وأعلنوا أنه لم يخلق البشر لكى يعيشوا بعيدا عنه، بل بالاحرى لتكون لهم علاقة حقيقية معه؛ وفى الآية الأولى من الرسالة الى العبرانيين يؤكد الوحى " الله كلم الأباء بالأنبياء بأنواع وطرق كثيرة ".
3) وأيضا الكتب المقدسة الموحى بها والمكتوبة بكلمات ولغات يفهمها البشر هى أقوى وأثبت الإعلانات الإلهية ؛ ولذا نعتمد عليها فى فهم وإدراك ما يريد الله أن يعلنه عن نفسه ؛ ففى الرسالة الثانية للرسول بطرس الفصل الأول والآية 29 يقول اوحى " وعندنا الكلمة النبوية وهى أثبت الذى تفعلون حسنا إن انتبهتم إليها كما الى سراج منير فى موضع مظلم " ولذا فالكتب المقدسة الموحى بها هى المرشد فى وسط الظلومات.
4)ومن أهم الطرق الواضحة أيضاً الصوت الداخلى فى قلب الإنسان؛ فعندما خلق الله الإنسان نفخ فيه من روحه ولذا فى داخل الإنسان دائما طلب وبحث عن الله عز وجل كما قال أحدهم : إننا منك يا الله واليك وحدك نرنو ولن نجد راحتنا وسلامنا الا فيك.
لماذا خلق الله الإنسان ؟:
1) لكى نثمر ونتبارك فى الأرض فى سفر التكوين الفصل الأول والآيات 28، 29 يقول الوحى " اثمروا وأكثروا وإملأوا الأرض "؛ فالله سبحانه يحب أن يبارك و يسعد البشر صنعة يديه ولذا خلق كل ما فى الطبيعة من نباتات وحيوانات قبل خلق الإنسان لكى يعد له حياة سعيدة مملوءة بالسلام والبهجة.
2) لنتسلط على خليقته فيعمل الإنسان فى الأرض ويتسلط على الحيوانات والطيور ويخضعها لفائدته وراحته؛ لذا تميز الإنسان بالعقل الذى به يخضع باقى المخلوقات.
3) لكن أهم من كل ما سبق هو ان العلى يريد أن تكون للإنسان علاقة حية معه ، علاقة يقدم من خلالها الإنسان لله العبادة والتسبيح ويعطى الله عن طريقها البركة والحياة والمحبة للإنسان.
وهنا يتبادر سؤال هام لك صديقى وهو: هل الله يحبك انت شخصيا ؟ و لماذا ؟
صديقى إن إجابة هذا السؤال يجب أن لا تعتمد على التمنيات أو التخمينات ولا أيضا على الأحداث المتخالفة فى الحياة ؛ بل بالأحرى يجب أن تعتمد على ما هو أثبت من هذا كله ألا وهو كلمة الوحى المقدس. فالعلى الودود يقول فى سفر النبى ارميا الفصل 31 والآية 3 " محبة أبدية أحببتك من أجل ذلك أدمت لك الرحمة "
لذا فهو يحبك بالحق وهو يهتم بكل ظروف حياتك، ولكن بالأكثر يهتم بك أنت شخصياَ أكثر من اهتمامه بما تفعله أو تقوله؛ وهو سبحانه يحب لك الخير كل الخير، وهو أيضا العليم: العارف بكل ماضيك وحاضرك ومستقبلك وهو كاشف كل الاسرار، ولأن الرحمن لا يتغير فكل ما يعلمه عنك لا يؤثر فيه ولا فى كرمه وعطاؤه لك؛ فالله يحبك وهذا ما يعلنه الانجيل فى الرسالة الأولى للرسول يوحنا والأصحاح الرابع والآية 16 " الله محبة ومن يثبت فى المحبة يثبت فى الله والله فيه "
أما لماذا أنت محبوب يا صديقى؟ فذلك ليس لما أنت عليه ؛ فليس مهماً جنسك أو لونك ولا ماذا تفعل فالعلى يحبك لكونه هو الودود المحب وينبوع المحبة؛ فإهتمامه بك و وحبه لك نابع من شخصه هو لأنه لا يتأثر ولا يقرر أن يحب أو يبغض بناء على نوعية حياتك ، فدافع الاهتمام بك فى جوهره سبحانه لان الله محبة.
لماذا يسمح بالظروف الصعبة أن تحدث فى حياتنا؟
كل شخص منا مميز ومتفرد عند العلى سبحانه، ولذا لكل منا خطة من الله خاصة به هو شخصيا، لا تنفع مقارنتها مع الآخرين، فلا تقل لماذا يحدث هذا معى بينما لا يحدث نفس الشيء مع شخص آخر، لأن أفكار الله المحب أعلى من أفكارنا وطرقه أحكم من طرقنا فيقول الوحى فى الرسالة الى رومية الفصل 11 والآية 33 " يا لعمق غنى الله وحكمته وعلمه ما أبعد أحكامه عن الفحص وطرقه عن الاستقصاء".
قصة توضيحية:
من صنع الساعة القديمة؟
بعد يوم عمل طويل حمد الاستاذ عبد الله ، الله ، على معونته فاعترض زميله فتحي الذي كان يرافقه إلى البيت ليتناول طعام الغذاء، و قال: لا داعي لإقحام الله في كل شئ ؛ فأنا لا أؤمن بوجوده على الاطلاق.
و بينما هما يستمتعان بتناول الغذاء كان الاستاذ عبدالله يقول ان وجود الخليقة بكل ما فيها برهان على وجود الله خالقها، وكان اعتراض فتحى ان الخليقة أوجدت نفسها بنفسها، وهنا دقت ساعة قديمة على الحائط دقات جميلة شدت انتباه فتحي فقال: هذه الساعة رائعة ، أكيد من صنع سويسرا فقال عبد الله أبداً لم يصنعها أحد بل أوجدت نفسها بنفسها حيث تجمعت التروس الصغيرة مع التروس الكبيرة ثم نادت على العقارب و قاموا بتنظيم بعضهم البعض، و هكذا تكونت هذه الساعة.
و هنا أدرك فتحي قصد عبد الله وطلب أن يتكرر لقاؤهما معاً للحديث عن الله سبحانه وتعالى.
خطوات عملية:
وجود الله يعنى تدخله المباشر فى حياتك ، فلأنك تؤمن بوجود الله فأنت تؤمن انه قريب منك ، سلم له كل أمور حياتك اليومية فهو الخالق الحقيقى الحى
صلاة:
أشكرك اللهم لانك تظهر ذاتك لنا أنت الخالق العظيم المبدع فى صنعك ، يا الله انى أؤمن بوجودك ، فكل شئ بك كان وبغيرك لم يكن شئ فيك انت الحياة ، لك السجود والعبادة يا الله ،، آمين.
أية للحفظ:
" السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه يوم الى يوم يذيع كلاما وليل الى ليل يبدى علماَ " مزمور 19 : 1،2
سؤال لك:
كيف تتأكد من وجود الله ؟، وكيف يعلن عن نفسه لك انت شخصياً ؟
هدية لك:
ارسل الينا بأرائك واستفساراتك وننتظر أيضاً إجابتك على "سؤال لك " حتى نرسل لك هديه قيمة من مطبوعاتنا. لا تنسى أن تكتب عنوانك البريدى إذا كنت تريد مطبوعاتنا.