لــماذا الخلاف في الزواج ؟
إن الخلاف في الحياة الزوجية أمر طبيعي وحتمي ، فــإذا وجد شخصان متحابان بحق، فــإنة من الطبيعي أن يتشـــاجرا ويغــضبا أيضاُ، علي اختلاف ما نظن، فـإن العلاقة الحميمة بين الزوجين والخلاف يعمــــلان معاً، نعم فالصــراع حتمي لأي علاقة حميمة.
حيث يدخل كل شخص في الزواج بشخصيتة المنفردة والمتميزة وبخلفيتة الخاصة وقيمة وعاداتة وتوقعاتة وما يفضلة وما يبغضة فتكون هناك :-
أ. بعض الأمور المشتركة بينهما ويسعدان بها ( وهذة تكون أساساية في حياتهما وسبب إرتباطهما معاً )
ب. بعض الأمور يختلفان فيها ولكن منهما يقبلها في شريكة.
ج. بعض الأمور يختلفان فيها ويرفضها كل طرف في الآخر ( فتكون سبباً للصراع ).
فأصبح من الطبيعي لأي زوجين أن يختلفا ويتشاجرا معاً في محاولة تطبيع علاقتهما، فتكون المشكلة عادة في طريقة التعامل مع الخلافات الصغيرة والكبيرة، فبدلاً من ان تكون الخلافات للاستفادة من فهم فكر وطبيعة الآخرلكنها تتحول الي قوة مدمرة وجروح لاتشفي.
أهم أسباب الــخلافات الزوجية :-
1. الجهل بمفهوم الزواج ( تك 24:2 ) التــرك - الالتصاق – جسداً واحداً؛ بوضوح ( أخطاء التفاهم ).
2. التركيز علي الذات ( الأنانية - الكبرياء ) والنتيجة عدم التكيف.
3. إختلاف القيم والمبادئ .
4. إختلاف المذهب او حتي درجة التدين والتكريس .
5. الضغوط الخارجية من العمل او الاقرباء .
6. عدم إشباع الإحتياجات النفسية ( نقص الحب – عدم الأمان – عدم الإحترام ) .
7. عدم الإشباع الجسدي وعدم التعبير عن المشاعر الجنسية .
8. سيادة المال .
9. الإنشغال الزائد عن الشريك ( عمل – أولاد – خدمة ) .
10. الأولوليات غير الصحيحة ( عدم وضع محبة الله أولاً.. ثم الشريك والأولاد.. ثم العمل.. ثم الخدمة ) .
11. الإتجــــاة بالــــحب لــطرف آخر .
12. المـــــلل .
طرق التعامل مع الخلافات الزوجية :-
تظهر المشكلة الحقيقة في حل أي خلاف زوجي عندما لا نبدأ بالمشاعر أولاً.
فمثلاً: إذا رغب الزوج في ممارسة الرياضة مع أصدقائة؛ وشعرت الزوجة بالإهمال وعدم الإعتبار؛ فيكون حل هذا الخلاف ليس بالتركيز علي ممارسة الرياضة ولكن بإشباع إحتياج الزوجة والإهتمام بها.
وتتنوع طرق حل الإختلافات الزوجية بإختلاف شخصية الزوجين؛ فبقدر المرونة والقدرة علي الإبداع بقدر النجاح في حل الخلافات.
الطرق الاربعة الشائعة لحل الخلافات 4 C’s
1.الحلول الوسطي 1. Compromise
2. الإستسلام للطرف الآخر 2. Capitulation
3. التعايش مع الصراع 3. Co-existence
4. التعاون لحل الصراع 4. Collaboration
1. الحـــــلول الوســـــــطي:-
يحاول كل طرف أن يتنازل عن بعض الأشياء ويقبل بعض الأمور من الطرف الآخر
فيحاول كل منهما التقابل معاً في منتصف الطريق.
لكن هذة الطريقة لا تسعد أي طرف بل يشعر بأن شريكة لم يفهمة ولم يلبي احتياجة.
"
2. الاســــتـــسلام:-
وفيها يقدم أحد الاطراف نفسة بالكامل للآخر في حالة إذا كان الامر لا يهمة او إذا اشترط
أن الأمر يكون المرة الآخري علي الآخر؛ أو ليشتري السلام بأي ثمن لمجرد نشوب خلاف.
إذا استمرت التضحية من طرف واحد فلن تكون العلاقة صحية فيما بعد.
3. التعايش مع الصراع :-
هو الاتفاق علي عدم الاتفاق. أحياناُ تكون الخلافات كبيرة جداً ويشعر كل طرف بقوتة،
وهذا المبدأ ربما يكون صحياً لكل طرف منهما في بعض القضايا؛
أما إذا زادت قضايا عدم الاتفاق فسوف يفقدان الإحساس بأنهما زوجين.
4. التعاون لحل الصراع :-
إنها الطريقة المثلي لحل أي خلاف زوجي؛ وتتمثل في السعي معاً لفهم القضية الحقيقة وفيما
وراء الاختلاف والبحث معاً لإيجادحل يشبع ويرضي الطرفين.
فسوف ينمو الزوجان في علاقتهما معاً، إذا جعلا هذا الهدف نصب أعينهما منذ الأيام الأولي للزواج.
فبمجرد الشعور بالتوتر يجب ان يسعي كل طرف لتفهم وجهة نظر الآخر ويكون مستعداً للإنصات الجيد لة.
فإذا أراد الزوج أن يصل لجذور المشكلة فليطلب من زوجتة أن تصارحة بمشاعرها اولاً، ثم توضح الامر من وجهة نظرها لكي يشعر بما تشعر ويفهمها ويفهم المعاني المختفية وراء كلماتها. فيجب علي الزوجة ان تساعدة علي تفهم شخصيتها، ويكون لديها الاستعداد لان تنظر الامور من وجهة نظرة هو ايضاً، ليصلوا معاً لالي حلول مختلفة.
دور الغضب في الخلاف الزوجي:-
لكي نستفيد من الخلافات الزوجية في تقوية العلاقة الزوجية فيجيب أن نفهم معــــني (( الـــغــضـــب )) وكيفية السيطرة علية.
(أم 32:16 ) "البطئ الغضب خيرمن الجبار .. ومالك روحة خير ممن يأخذ مدينة".
(أف 4: 26) "اغضبوا ولا تخطئوا. لا تغرب الشمس علي غيظكم".
- إن الغضب أمر طبيعي فعندما يشعر شخص ما بتهديد او اتهام او هجوم علية، حينئذ يطلق الجسم أتوماتيكياً رد فعل دفاعي. فتزداد سرعة نبضات القلب ويزداد معدل التنفس ويفرز الأدرنالين في الدم ويزداد التوتر ويتولد الشعور المسمي بالغضب.
- الغضب ليس خطأ ولكن نستخدم فية طرق تواصل جارحة.
- الغضب قوي ، وهو مصدر طاقة مثل الجازولين الذي يفجر ويدمر اذا أسئ استخدامة، ولكن ممكن ان يصبح مصدر للقدرة العظيمة البناءة (كتحريك عربة) إذا أحسن استخدامة.
- أن التحدي هو تعلم كيفية التعامل مع الغضب بطريقة بناءة بدلاً من أن تكون قوة مدمرة لعلاقتهما.
الطرق القديمة للتعامل مع الغضب :
يتعلم معظم الناس طريقتين متناقضتين للتعامل مع الغضب:
1. الكتمان الداخلي Suppress : فينكرون الغضب "لشراء السلام بأي ثمن" وعند التكرار يرتفع الثمن، ويولد مرارة في الداخل مما يضعف العلاقة الزوجية.
2. الإنفجار Vent : التعبير عن الغضب بأي ألفاظ ممكن تكون جارحة او هجومية او ايذاء الشريك بدنياً؛ وهذا النوع يحرر من ضغط الكتمان علي حساب الطرف الآخر فيكون العداء بين الطرفين.
وحيث ان كلتا الطريقتين ضار بالعلاقة الزوجية ، فندعوا كل زوجين التحلي تماما عنهما والتعلم طرق جديدة للاستيفاد من الغضب في أفعال تبني وتقوي العلاقة بينهما.
الطرق الجديدة للتعامل مع الغضب:
يجب علي كل زوجين وهم في حالة عدم غضب أن يتخذا قراراً بكيفية التعامل معاً عندما يكونوا في حالة غضب.
فيوجد ثلاث خطوات أساسية للتعامل مع الغضب بطريقة جديدة:
1. لا تهاجم شريكك Do not attack
فإن الغضب يولد الشعور بالدفاع، وإحدي طرق الدفاع عند الغضب هو إلقاء اللوم علي الطرف الآخر مثل " أنت " دايماً – " أنت " عمرك ....والهجوم يولد هجوم مضاد مما يسبب زيادة انفعال الغضب والخروج من المشكلة الاساسية.
لذا ابتعد عن لوم الشريك والهجوم علية (تجنب تماما أي هجوم بدني فهو لا يتفق مع أي علاقة زوجية)
2. أعترف بحقيقة عاطفة "الغضب" Acknowledge Anger
يجب أن يجري كل زوجين إتفاقاَ بأن ينظرا الي الغضب بأنة عاطفة طبيعية فلا يجب أن تكتم كما يجب التعبير عنها بإستخدام عبارات " أنا أشعر بـ " ( الضيق – الفرح – الفشل – الاحباط.... إلخ) ليعرف الطرف الآخر المشاعر الحقيقية للشريك وسببها.
لذلك كــــــن مــــنـــفــتــحـــاً للتعبير عن ذاتــــــك.
3. أنظر إلي ما اوراء الغضب look behind the anger
إن الغضب عاطفة ثانوية، والمشاعر المسماه بالغضب عادة تكون مشاعر دفينة ( جرح – عدم اكتراث – إجهاد ... إلخ) لذا فعلي الزوجين التعامل مع مسببات الغضب الأصلية.
فبعد الغضب يجب أن تسأل نفسك: ماذا كان يحدث قبل الحادثة؟ ماذا كنت تشعر بة؟( تعب – جوع – عدم أمان – إحباط – تهديد... إلخ)
هل هذا الأمر ذكرني بأمر ما في ذاكرتي؟
فالنظر الي ما وراء الغضب يكون مستحيلاً أثناء الغضب. فعندما تهدأ مشاعر الغضب ممكن العودة للحوار ثانية والتعبير عن المسببات الأصلية والاعتراف بها فيمكن حل الهلاف
لقد جعل الله فينا "الغضب" كحقيبة إسعاف تساعدنا علي الأمان ، فالغضب يطفو في حياتنا عند أي تهديد، فهو موجود أساساً لحمياتنا فلابد أن نتعلم الطرق الجديدة للتعامل مع الغضب.
بعض المبادئ لجعل الصراع الزوجي بناءاً:
1.واجه المشكلة. تعامل معها بعد أن تهدأ الاعصاب ، اتفقوا علي وقت مناسب لكما (عندما تكونان غير متعجلين او متعبين).
"فلا تغرب الشمس علي غيظكم" (أف 4: 26)
2. حدد المشكلة. لا نناقش كشاكل كثيرة في وقت واحد،لاتتكلم عن الماضي ولا تفتح جروح قديمة بالمرة.
3. سيطر علي الصراع بالتركيز علي التعامل مع المشكلة نفسها وليس علي خطأ الشريك؛ فهي ليست مباراة فوز وخسارة:
أ. فلا تهاجم الطرف الآخر جسدياً او لفظياً او عاطفياً، تحكم في لسانك ويديك.
ب. لا تلجأ للكذب بل التزم الصدق الكامل والأمانة في أسلوب الحوار.
ج. لا تهدد الطرف الآخر بأشياء ستفعلها إذا لم تحقق ما تريد؛ فالاشخاص المهددون لا يمكن ان يفكروا بعمق.
د. لا تترك البيت وتخرج فإنكما تستطيعان أن توقفا الحديث أن أردتم ؛ ثم تعودوا لاستكمالة بعد هدوء المشاعر الثائرة.
4. تكلما كل واحد بدورة ولا يقاطع أحدكما الآخر عندما يتكلم (أم 18: 13)
5. اثناء الحوار استخدم ضمير "أنا" عندما تتكلم عن نفسك:
(أنا أعتقد – أنا أشعر – أنا أحب ) وتجنب إستخدام كلمة "أنت" (أنت دايماً – مشكلتك أنك) أذ إنها تولد اسلوب دفاعي ثم هجومي
6. لاحظ أن الطرف الآخر إنسان مخلوق علي شبة الله مثلك ، ولة الحق في التعبير عن أفكارة ومشاعرة الخاصة. فأستمع لة جيداً وكن مستعداً لقبول الفكر المخالف فيزيد معرفتك لة.
7. شارك الطرف الآخر بالحقائق وتفسيرك لها وشعورك تجاه الامور؛ ثم قدم أقتراحات لحل المشكلة.
8. كن مرن ومبدع ، فكثير من المشكلات لها أكثر من حل.
9. يجب أن تنتهي الماقشة بحل واضح فبعض الخلافات لاتنتهي فتتكرر لانهم لم يحاولوا معا لإيجاد عدة حلول ويتفقا علي حل يرضي الطرفين.
10. كلمة " أســــــف " تذكر قوة تأثيرها و " لن أعود أكرر هذا الأمر" و " ســــامحــني" .
فيجب أن تركز علي أخطائك فالكبرياء أكبر مدمر للعلاقة الزوجية؛ ويجب أن تتعلم كيف تعتذر بصراحة وأنت تنوي فعلاً عدم تكرار الخطأ ( أي تتوب عنة). ثن أطلب الغفران من شريكك وكن مستعداً ان تغفر لة عندما يعتذر لك هو ايضاً. فيخطئ الطرفان في نعظم الخلافات الزوجية.
لذا يجب أن تنتهي المناقشة بثلاث أمور أساسية: ( الأعتراف – التوبة – الغفران ).
+++ إن المحبة الحقيقية لا تصر علي طريقتها الخاصة ؛ ولا تحتفظ بسجلات للأخطاء. لكنة تَحدً لممارسة عملية للحياة المسيحية داخل البيت المسيحي، بما فية من محبة بذل – عطاء – تسامح – غفران – إنكار ذات
بل وعبور كل واحد للاخر في وحدة تمايز زوجية تجسد علاقة وحدة المسيح بالكنيسة وتحقق قصد الله وتمجدة .
كما قال الرب يسوع في صلاتة الشفاعية " ليكونوا واحداً كما أننا محن واحد" ( يو 17: 22)