بالرغم من إدراك المرأة العقلي أنة مــن الـصـعـب عـلـي شـخـصين غير كــامـلين أن يحققا زواجاً كاملاً؛ فهي دائماً تحلم بالشبع الكامل مع زوجها؛ فهي تريدة أن يكون رقيقاً معها، يقدرها، قوي وحكيم؛ فهي تريدة رجل يملأ كل إحتياجها. فالمرأة تريد الحماية والتدليل والحب وألا يحد من إحساسها بالحرية والأستقلال.
فإن المرأة تستمد إحساسها بالأمان من إدراكها بأن زوجها قوي بدرجة تجعلة يقاوم تمردها وعنادها؛ وفي نفس الوقت علي قدر كبير من الحكمة حتي يتحكم في وقف هذة المقاومة.
والمرأة تريد دائماً أن تشعر بأن زوجها: يفكر فيها - معجب بيها – يمدحها - يصغي لكلامها - يجعلها تشعر بأنها تحقق ذاتها - يقدر كل مشاعرها - يُشعرها بأنوثتها عن طريق الحماية والأهتمام والحب حتي دون ممارسة الجنس - فالمرأة تحتاج جداً لأن تشعر بأنها "معين" وليست "قائد"؛ كما إنها تريد أن تشعر بأن زوجها يقبلها خصوصاً في الاوقات التي لا تستطيع أن تقبل هي فيها نفسها.
فالمرأة دائماً تبحث في رجلها عن:
أب يشاركها أهواءها – وأن يكون حازماً وحكيماً – حبيب رقيق – حضن وعقل يحتويها - زوج يظهر لها أهتمامة بمنزلهما - عامل ماهر.
فبإختصار فهي تبحث عن: أب وحبيب ووزج وصنايعي ماهر ورفيق لأهوائها ومرحها.
فالمرأة تريد هذا الزوج النموذجي أن يشاركها حياتة دون أن يثقل كاهلها بأعباء تجعلها تفقد الإحساس بالأمان معة.
لــكـــن كــيـف يـوجـد ذلـك الـرجـل الـذي يُـشبع هذة الأحـتـيـاجـات الـمـتـنـوعـة والـلانـهـائـيـة ؟
هــذا هــو الــســؤال !!
الـــزوج " حــب ومــســئــولــيــة " :-
المفهوم الروحي عن الزوج : هو " كـاهـن " الأسرة و " المسئول عن خلاصها " أمام الله وأمام الكنيسة، وتقع علية المسئولية الكاملة في حفظ " وحدة الزواج " ليبذل نفسة عن زوجتة وأولادة ويسهر علي خلاصهم؛ فيجب أن يتكل علي نعمة الله ليستطيع أن يتحمل هذا العبء.
" لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً " (يو15: 5).
مفهوم كلمة الله عن الرجل : أنة هو " رأس المرأة ".
" لأن الرجل هو رأس المرأة كما أن المسيح هو أيضاً رأس الكنيسة وهو مخلص الجسد " (أف5: 23).
وصية الله للزوج : كما أن وصية الله للزوج هي " المــــحـــــبــــة " للزوجة.
" أيها الرجال أحـبـوا نسائكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسة لأجلها " ( أف5: 25).
"كذلك يجب علي كل الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم من يحب إمرأتة يحب نفسة" ( أف5: 28).
فالـــدور الــكتابي للزوج هو " القيادة " و " المحبة ".
ولابد من عمل التوازن بين القيادة والمحبة.
أولاً: الــقـيـادة :-
" رأس كل رجل هو المسيح وأما رأس المرأة فهو الرجل " (1كو11: 3).
تعتمد قيادة الزوج لزوجتة بالنعمة الألهية علي خضوعة للرأس وهو المسيح؛ حيث صمم الله الرجل ليكون رأس العلاقة الزوجية فهي تعتبر تكليف إلهي.
والرئاسة هنا لا تعني السيطرة والتسلط؛ فهناك فرق بين مفهوم المسيح عن الرئاسة ومفهوم العالم عن الرئاسة:
مفهوم العالم عن الرئاسة :- فهي سيطرة وإذلال؛ فهي علاقة سيد بعبد.
مفهوم الرئاسة الروحية :- هي رئاسة الحب والتدبير والخدمة والبذل؛ فهي رئاسة من أجل النظام؛ رئاسة واعية يشتهي الأنسان أن يخضع لها.
"من أراد أن يكون فيكم عظيماً يكون لكم خادماً" ( مر10: 42).
1. الرئاسة علي الكتف وليست علي الرأس :-
كما المسيح للكنيسة " وَتَكُونُ الرِّيَاسَةُ عَلَى كَتِفِهِ " (أش9: 6)
هكذا وضع الراعي خروفة الضال علي منكبية (كتفية ) فرحاً (لو15: 5).
" وَأَجْعَلُ مِفْتَاحَ بَيْتِ دَاوُدَ عَلَى كَتِفِه " (أش22: 22).
2. رئاسة من أسفل وليست من أعلي:-
ففي مشهد غسل أقدام التلاميذ؛ فالقائد هنا يجلس في مكان البذل والعطاء والحب؛ فهي قيادة الحب وغسل الأقدام وليست قيادة إصدار الأوامر وتحكم السيطرة.
فقد أعطانا السيد مثالاً لنصنعة بالآخرين ونحيا علية وهو " فَإِنْ كُنْتُ وَأَنَا السَّيِّدُ وَالْمُعَلِّمُ قَدْ غَسَلْتُ أَرْجُلَكُمْ، فَأَنْتُمْ يَجِبُ عَلَيْكُمْ أَنْ يَغْسِلَ بَعْضُكُمْ أَرْجُلَ بَعْضٍ " (يو13: 14).
هكذا نفهم قيادة المسيح للكنيسة؛ وأيضاً قيادة الرجل للمرأة .
3. رئاسة شركة وحب :-
إن رؤية الله للكنيسة هي رؤية التساوي الكامل والمطلق؛ فتوزيع المسئوليات هو من قبيل الترتيب والنظام وليس من باب الطبقية والتسلط.
فالرئاسة الروحية تدور في فلك الشركة المطلقة والمساواة.
وفي إطار هذة الرئاسة؛ يوجد الجو المناسب للحرية وإبداء الرأي والآذان المفتوحة.
فالرجل الناضج هو الذي يعطي لزوجتة الحق في إبداء رأيها وتنفيذة؛ ويشتاق أن يسمعة؛ وقد يبدي رأي زوجتة علي رأية في إتضاع؛ مقدماً إياها في كرامة؛ فهو بذلك يرفعها ويكرمها في الحب كما رفعنا الله وأكرمنا وأعطانا حق إدارة كنيستة وخدمتها.
وهـذة دعـوة لكــل زوج أن يـتـمـثـل بـالـرب فـي قـيادتـة الـمُـحِـبة والـحـكـيمة.
فالصراع علي السلطة هو سر إنقسام كل جماعة؛ فحب السلطة هو الطريق لتحقيق الذات.
فحب السلطة هو مرض يصيب الرجل بقدر ما يصيب المرأة؛ وهو يعبر عن نقص خطير في فهم المسيح والمسيحية؛ كما يشير إلي ظلمة العقل والقلب معاً.
ولا يوجد حل لهذا الصراع إلا بتسليم النفس كاملة للروح.
ثـانـيـاً: الـمـحـبـة :-
" أيها الرجال أحـبـوا نسائكم كما أحب المسيح أيضاً الكنيسة وأسلم نفسة لأجلها " ( أف5: 25).
"كذلك يحب علي كل الرجال أن يحبوا نساءهم كأجسادهم من يحب إمرأتة يحب نفسة" ( أف5: 28).
فالمحبة هي الأساس الذي يبني علية البيت المسيحي والعلاقة الزوجية الناجحة و" محبة الزوج " طاعة لله
مثل محبة المسيح فهي :-
أ. محبة مضحية.
ب. محبة هادفة لكي يقدسها ويجعلها كنيسة مجيدة ( يساعدها علي التطور والنمو الروحي ).
ج. غير مشروطة.
صــفــات الــمـحـبـة :-
" الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا، وَلاَ تَحْتَدُّ، وَلاَ تَظُنُّ السُّؤَ، وَلاَ تَفْرَحُ بِالإِثْمِ بَلْ تَفْرَحُ بِالْحَقِّ، وَتَحْتَمِلُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتُصَدِّقُ كُلَّ شَيْءٍ، وَتَرْجُو كُلَّ شَيْءٍ، وَتَصْبِرُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَدًا" (1كو13: 4-8)
أ. محبة حانية : هناك من يقول أن الابن البكر ليس هو المولود الأول بل هو حبنا بعضنا لبعض كزوج وزوجة .. فهذا هو الابن البكر الذي يحتاج إلي رعاية وإهتمام بطريقة غير عادية بل بشكل مركز وأهم من الابن الثاني (المولود الأول).
ب. محبة متزنة : فلابد من عمل التوازن وتقديم محبة متزنة؛ فلا يفقد الزوج مكانتة وإحترامة ودورة كرأس البيت؛وهذا يحدث عندما:
1. يكثر الزوج من تدليل الزوجة وإفسادها بأنة يقوم بدورها ويريحها أكثر من اللازم.
2. يعطيها السيادة الكاملة علي أعمال البيت المختلفة وينتظر إرشادها في المساعدة كأنها المسئولة الأولي.
فالحب الزوجي الأصيل هو صورة لمحبة الله للبشرية وعطاء الكل.
فكلمة Agape هي الكلمة التي ُأستخدمت لتصف حب الزوج لزوجتة في (أف5: 25-28)، وحب الزوجة لزوجها في (تي2: 4).
وهو حب إرادي (يرتبط بالأرادة Will والأتجاة Attitude ) خاضع لله ونابع منة؛ حب مسئول - معطاء - باذل - مضحي وينشغل بالآخر وليس بالذات الأنانية.
فالحب الزوجي المكتمل بالمسيح ككل هو حب ناضج يحتاج إلي التبادل؛ فالمسيح لا يعطينا فحسب إنما يطلب منا حبنا " إن أحبني أحد يحفظ كلامي " (يو14: 23).
فلا مجال في الزواج لحب من طرف واحد.
فإن الحب المسيحي أيقونة للثالوث: فهو إتحاد كامل في الذات والحب والجوهر مع تمييز أقنومي في العمل.
وهذا الحب بطبعة مكلف لنا نحن البشر لأنة يعبر عن طريق طويل من الأشواك والأحتكاكات والتحديات.
**فهناك تحدي قبول الآخر كما هو، ليس كما أحبة أن يكون.
**هناك تحدي الغفران القلبي ونسيان الماضي بالكامل وعدم ذكر الآساءات للآخر.
**هناك تحدي الألتزام في العطاء عندما يكف الآخر عنة.
**هناك تحدي التكيف مع العيوب التي لا يمكن تعديلها علي الأطلاق او يمكن تعديلها بسرعة.
الوصايا العشر للأزواج
1. عامل زوجتك كقائد محب :-
فلابد أن تشعرها أنك موجود كقائد قوي يعتمد علية؛ لذلك كن قائداً محباً. فالزوجة تستمتع بأن يشاركها الزوج صنع القرارات ويتحمل هو مسئوليتها.
ففي الأمور الجوهرية وأيضاً البسيطة لابد أن تتخذا القرارات معاً؛ وتحمل المسئولية هو من دور الزوج.
2. كن سخياً في التشجيع والأمتداح :-
* الزوجة الغير عاملة :
تحتاج هذة الزوجة التي تشعر بأنها حبيسة المنزل ومسئولياتة إلي الأمتداح والتشجيع لبناء حياتها، وأن المنزل ومسئولياتة لا يعوقها عن نموها الشخصي.
* الزوجة العاملة :
تحتاج أيضاً إلي التشجيع والأمتداح من زوجها، حيث أنها ستجد التشجيع والأمتداح في مكان العمل، فإذا تم إشباع هذا الأحتياج من زوجها فإنة يحمي زوجتة من مخاطر جسيمة هو المسئول عنها.
3. حدد مجالات المسئولية كقائد :-
بعد الأتفاق علي بنود الميزانية فلا يمنع إطلاقاً من أن تستلم الزوجة الميزانية إذا كانت تتميز بقدرة أكبر من الزوج علي تنفيذ بنود الميزانية مثل: شراء المتطلبات الخارجية – ودروس الأولاد .... وغيرهما.
4. تجنب الذم والشكوي واللوم :-
فالشكوي واللوم المستمر يؤدي غالباً بالزوجة إلي طلب الأنفصال. فالزوجة :
أ. معرضة للأكتئاب إذا كان كل ما تقوم بة منتقد ويتم التركيز فية علي نقاط النقص.
ب. معرضة لأمراض جسدية سببها الزوج غالباً.
** أبحث عن نقطة إيجابية وإذا كان هناك ما لا يعجبك فإبدأ بالنقطة الإيجابية.
5. تذكرأهمية اللمسات الأخيرة :-
فالزوجة تحتاج إلي دفعات صغيرة من جرعات العطف والحنان؛ مثل: أن يمسك الزوج بيد الزوجة بنفس اللهفة والحب والتقدير مثلما الأيام الأولي، أن يبدي إعجابة بتسريحة شعرها وملابسها؛ أن يقدم لها الهدايا تعبيراً عن محبتك وتقديرك لمجهودها.
6. إشبع إحتياجها بأن تكون تكونا معاً :-
في الأصل يلتصق الرجل بإمرأتة ويكونان جسداً واحداً فيكونان معاً، وتحتاج المرأة الي أوقات تقضيها مع زوجها خلال الأسبوع والسنة.
بينما الكثير من الأزواج الذين يعملون عدد ساعات طويلة لا يشعروا بإحتياج زوجاتهم لهذا الوقت مما يؤدي إلي فراع عاطفي مما يعرض الزوجة إلي تجارب الزوج مسئول عنها أمام الله.
7. إشبع إحتياجها للأحساس بالأمان :-
تحتاج الزوجة إلي الحب وأيضاً الأحساس بالأمان في العلاقة الزوجية؛ فهي تحتاج للأحساس بأن زوجها رجل قوي ويعتمد علية وأنة يهتم ببيتة فهي تعتبر إهتمامة بالبيت هو إهتمام بها هي شخصياً.
أيضاً الإنصات والإصغاء الحقيقي للزوجة يؤدي للإحساس بالأمان لأنها تعتبرة إهتمام بها شخصياً.
8. كن إيجابياً حيال بعض التقلبات النفسية :-
إن السيدات أكثر عرضة إلي التقلبات النفسية خصوصاً قبل الدورة الشهرية. والزوجة تكون وقتها في أكتر حالات الأكتئاب أو العصبية أو إحباط؛ فإذا شعرت أن زوجها يحتملها ويظهر محبتة لها فإن هذا يشبع إحتياجها بالأمان. ** أعرف أنة: لا يوجد شئ ضدك أنت شخصياً – المسألة أنها تمر بوقت مؤقت علينا أن نمر بة معاً نحن الأثنين فكن صبوراً ومتفهماً ( Support her).
9. تعاون معها بإستمرار لتحسين الزواج :-
يمثل منزل الزوجية للزوجات بوجة عام شيئاً قيماً وهاماً فهي أكثر حساسية لأي شئ يهز هذا المنزل؛ والموقف الإيجابي هو التعاون معها.
فإذا كان هناك أي شئ غير صحي في زواجنا فما المانع من حضور دورة تدريبية أو قراءة كتاب معاً لحل المشكلة.
إما لو كان زواجي رائعاً فما المانع أن يكون أروع فكلما زاد النجاح زاد الثمر.
10. إبذل الجهد والوقت لمعرفة ما هي إحتياجات زوجتك بالظبط :-
لا توجد إمرأتان متماثلتان فهناك فروق كبيرة بين الرجل والمرأة.
الرجال :-
يميلون إلي الحياة العملية والممتدة إلي خارج البيت.
السيدات :-
يملن إلي البحث الفكري والنفسي عن كينونتهن وهل هن سعيدات مستقرات محبوبات ..... إلخ.
وإهتمامهن أكثر بالعطاء داخل البيت.
- من الصعوبة أن تعترف السيدات بأنهن قد أخطأن لأنهن حساسات للأنتقاد حيث قد يشعرن بأنهن عرضة للوم.
إذا كان المسيح هو مثالنا فيجب أن نحب زوجاتنا كما أن المسيح أحب الكنيسة؛ ولا يمكن الوصول إلي ذلك إلا إذا كان المسيح حي في حياتنا اليومية.
" لأنكم بدوني لا تقدرون أن تفعلوا شيئاً " (يو15: 5).
لذا يجب عليَّ أن أقول: "أستطيع كل شئ في المسيح الذي يقويني" (في 4: 13).
** فالبداية الصحيحة : هي أن أنمو يومياً في علاقتي بالمسيح وأن أشجع زوجتي علي النمو مع المسيح؛ وبالأيمان أقوم بدوري كزوج في أسرة مسيحية والأيمان يكون مردود بأن تقوم زوجتي بدورها كزوجة مؤمنة في أسرة مسيحية.