تمر الحياة الزوجية لغالبية الناس بالعديد من الأطوار واحد من أكثر هذه الأطوار شيوعاً الملل بين الزوجين وهو شعور يعتبره الزوجان نذير خطر، ولكن هذا الإنذار قد يكون مفيداً إذا أدرك الزوجان أنه طور عابر يعني الحاجة إلى التغيير والتجديد في نمط حياتهم
ولكن قد لا يكون بهذه البساطة إذا أخذ منحى آخر ووصل أحد الزوجين إلى حلٍ منفرد فأحدث التغيير بمفرده بعيداً عن الأسرة والمنزل بإحدى الوسائل التالية:
1) السهر الطويل خارج البيت.. التنزه والرحلات والأصدقاء.
2) اكتشاف هوايات ومواهب جديدة ،الألعاب المسلية والآن موضة الإنترنت.
3) قد يلجأ إلى الانغماس في عمل طويل ومجهد.
4) اختلاق المشاكل والمنغصات داخل البيت تسبب الملل و المشاكل التى قد تصل للطلاق .
5) بعض الأزواج يلجأ إلى العلاقات الغير شرعية والوسائل الغير مضبوطة مثل الأفلام الأباحية.
ومما لا شك فيه أن هذا نوع من الهروب من المشكلة أكثر منه حلاً لها ومن
الأجدى البحث في أسباب الملل بين الزوجين.
وهنا يشير الأخصائيون النفسيون لعدد من هذه الأسباب:
1) أسباب تتعلق بشخصية أحد الزوجين ونظرته إلى نفسه والآخرين فقد تكون نظرة مثالية ويبحث عن شريك لا نظير له وهي واحدة من مشاكل ما قبل الزواج حيث يبني الشباب عادة للشريك صورة مثالية.
2) وقد يكون أحد الزوجين يحمل نظرة سلبية عن نفسه ولديه من الاحباطات ما يجعله يقول لا جدوى من أي تغير في حياتنا "حاولت معه التغير إلى أن عجزت ما في فائدة..."
3) وقد يكون شخصاً تشاؤمياً ولديه مخاوف مرضية تجعله لا يستمتع بالعلاقة الزوجية ولا يشعر لأهمية التطوير في هذه العلاقة.
4) والجو المحيط بالأزواج كثيراً ما يلعب دوراً مؤثراً عند بعض الأزواج فالانتقادات والضغوط من الآخرين خاصة الأسرة والأب والأم والأقارب تثير الرفض لدى الزوج عن زوجته أو الزوجة لزوجها .
5) وتؤثر أيضا طبيعة الاختلافات في الآراء والأفكار والاختلاف في طبيعة الأسرة التي ينحدر أحد الزوجين منها أو المستوى التعليمي وغيره.
6) اعتياد العلاقات الخاصة (الجنسية) بين الزوجين دون تجديد فيها واعتبارها لدى البعض واجب ثقيل ينبغي ادائه وليس لقاء حميمي يستعيدان فيه الود المفقود .
علاج الملل: -
ومع خصوصية الأسباب لدى البعض إلا أن الزوجين عليهما أن يدركا خطورة الموقف مع ظهور مؤشرات الملل واستمرارها لفترة طويلة وتراجع إيقاع الحياة والمشاعر بين الزوجين وسريان البرودة الانفعالية بينهما ولذلك عليهما المبادرة إلى:
1) دراسة كلّ من الزوجين للأسباب التي دفعته إلى الملل وتحميل نفسه قدراً من المسؤولية.
2) التعرف إلى الطريقة التي لجأ إليها للتخلص من الملل (السهر.. اكتشاف الهوايات ..أو محاولة وضع حد لها).
3) اكتشاف إيجابيات الطرف الآخر والتذكر بأن الآخر ليس سيئاً كلياً ولو كان كذلك لما اختاره من أول لحظة.
4) التذكر بأن هذا الطريق ليس في صالح الطرفين وأنه سيؤدي إلى مزيد من التأزم وأنك في الحقيقة تحتاج إلى الاستقرار والسعادة ويمكنك إيجادها مع هذا الشريك ببعض التطويرات.
5) استخدام الكلمات السحرية والمفاتيح السرية والذكريات الجميلة وستكتشف أن جبل الجليد بدأ يذوب.
6) دعم وإسناد شريك الحياة وتمكينه من تعزيز قدراته في التعامل معك فيمكن للمرأة أن تظهر مزيداً من اللطف والأنوثة مع دعم الزوج لها. وكذلك المرأة يمكنها أن تنتظر من زوجها استجابات رائعة مع دعمها وإسنادها.
7) استثمار الآمال والأحلام المشتركة في الدفع إلى نظرة جديدة ومشرفة للمستقبل.
8) الاستماع إلى المحاضرات والأشرطة وقراءة الموضوعات المهتمة بهذا الأمر.
9) وفي حال تعذر الأمر مع هذه الوسائل يجب إستشارة ذوي الخبرة صادق النية أو مختص يقدم برنامجاً إرشاديا داعماً.