بعد أن أوردنا الآيات القرآنية الكريمة التي تشهد بأن الكتاب المقدس لم يتغير أو يتحرف قبل زمن محمد، وكذلك لم يتحرف أو يتغير بعد زمن محمد، نريد أن نبحث هذا الأمر أيضا من وجهة النظر المنطقية. لهذا دعنا نناقش هذه الأسئلة:
- أين تم التحريف؟
- من الذي قام بالتحريف؟
- في أي لغة تم التحريف؟
أولاً: أين تم التحريف؟
الجميع يعلمون أن المسيحية منذ عهد رسل المسيح (الحواريين) انتشرت في بقاع شتى من العالم، في آسيا وأفريقيا وأوربا، وانتشر الكتاب المقدس بالتبعية في تلك البقاع.
وسؤالنا هو: في أي بلد من بلاد هذه القارات تم تحريف الكتاب المقدس: في أي بلد من بلاد آسيا؟ أو أفريقيا؟ أو أوربا؟ أم أن التحريف قد تم في جميعها؟ وكيف يتم ذلك؟
هذه كلها أسئلة بلا ردود مما يثبت استحالة حدوث هذا التحريف في أي بلد من بلدان هذه القارات المختلفة.
ثانيا: من الذي قام بالتحريف؟
1ـ هل قام اليهود بتحريف التوراة وكتب الأنبياء؟
2ـ أم قام المسيحيون بتحريف كتب اليهود وحرفوا الإنجيل أيضا؟
3ـ أي مذهب في المسيحية قام بالتحريف؟
4ـ أم أن اليهود اتفقوا مع المسيحيين على تحريف الكتابين معا (التوراة والإنجيل)؟
دعونا نناقش كل افتراض على حدة.
الافتراض الأول
اليهود قاموا بتحريف التوراة؟
للرد على هذا الافتراض نقول: لو أن اليهود كانوا قد قاموا بتحريف كتابهم لأمكن كشف هذا التحريف ببساطة متناهية لأن المسيحيين كان، ولا يزال لديهم نسخٌ من كتاب اليهود نفسِه، وما كان للنصارى أن يسمحوا لليهود أن يقوموا بتحريف حرف واحد من كلمات الكتاب المقدس الذي يحفظونه ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم (سورة البقرة 146 الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم). بل انهم استحفظوا عليه (أي استؤمنوا عليه) وكانوا عليه شهداء (أي شهود على صحته) كما جاء بسورة المائدة (44).
الافتراض الثاني
المسيحيون هم الذين قاموا بتحريف الكتاب المقدس؟
وللرد على ذلك نكرر ما سبق أن قلناه في الرد على الافتراض الأول:
فما كان لليهود أن يسمحوا للنصارى أن يقوموا بتحريف حرف واحد من كلمات الكتاب المقدس الذي يحفظونه ويعرفونه كما يعرفون أبناءهم (سورة البقرة 146 الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم). بل إنهم أيضا استحفظوا عليه (أي استؤمنوا عليه) وكانوا عليه شهداء (أي شهود على صحته) كما جاء بسورة المائدة (44).
الافتراض الثالث
اليهود اتفقوا مع المسيحيين على تحريف الكتابين معا (التوراة والإنجيل)؟
وللرد على هذا الافتراض نقول:
إن كان قد حدث اتفاق بين المسيحيين واليهود على تحريف الكتاب المقدس لتحتم عليهم الاتفاق في قضية المسيح التي هي محور الكتابين التوراة والإنجيل. وحيث أنه لا يوجد اتفاق حول قضية المسيح، فمعنى ذلك أنه لم يتم اتفاق على تحريف الكتاب المقدس.
+ + + + + + + + + + + + + + + + + + + +
و لذلك فان الكتاب المقدس هو كلمه الله بشهادة القران و المنطق
و الله قادر على حفظ كلمته من التغيير و التزييف و الزيادة و النقص
و هو على كل شيء قدير.