هل قلت يوماً عن شخص ما أنه يخاف الله . أو قال لك أحد أنه يجب أن تخاف الله ؟ ترى ما هى مخافة الله ؟ و ما معنى الخوف فى هذه الحالة ؟؟ و لماذا ينبغى أن أخاف الله ؟
قد يقصد البعض بخوف الله هو الخوف من عقاب الله و غضبه . و لكن هل هذا هو الممعنى الصحيح لمخافة الله ؟
إن معنى مخافة الله يختلف عن معنى الخوف المتدارك فخوفى من شخص ما قد ينطوى على أنى أخاف من بطشه أو غضبه و لا يعنى بالضرورة أن تكون علاقتى به مبنيه على أساس من التقدير و الشعور بهيبته و من هنا نرى أن الخوف نوعان :
- خوف من الله : و فى هذه الحاله لا أصنع الخطأ ليس لأنى أبغضه و إنما خوفاً من العقاب و لكن لو علمت
أنى لن أعاقب و سمحت لى الفرصة سأفعله دون تردد .
مز 40 : 3 " كثيرون يرون و يخافون "
مز 38 : 8 " لتخش الرب كل الأرض و منه ليخفف كل سكان المسكونة "
رؤ 15 : 4 " من لا يخافك يا رب و يمجد اسمك لأنك وحدك قدوس لأن جميع المم سيأتون و يسجدون
أمامك "
- خوف الله :- و هو الخوف المبنى على أساس من المحبة و هو ناتج من الشعور بالاحترام و هذه المحبة هى التى تضع فى القلب البغض للشر و الميل للسلوك بإستقامة .
خر 20 : 20 قال موسى للشعب " لكى تكون مخافة الله أ مام وجوهكم حتى لا تخطئوا "
مز 86 : 11 " علمنى يا رب طريقك أسلك فى حقك . وحدد قلبى لخوف اسمك ."
لماذا أخاف الله ؟؟
هل سألت نفسك يوماً لماذا أخاف الله أو لماذا يجب أن أخاف الله ؟ إن الله لا يجبرنا أن نخافه فهو لا يجبر خليقته بالذات الإنسان أ، يفعلوا شئ ضد إرادتهم . فإذا أردت أن تخافه فلابد أن تكون مقتنع داخلياً إنك تريد أن تخاف الله و غير مجبر على ذلك فإننى أخاف الله لعدة أسباب .
* لأن الله هو المتحكم فى الأمور : إن المخافة تأتى نتيجة الشعور بالصغر أمام شخص عظيم فعندما تتقابل مع شخص يكبرك فى السن أو المركز أو الخبرة فإنه تتولد بداخلك مخافة و هيبه تجاهه فإن كان هذا يحدث مع البشر فكم بالحري مع الله المهوب .
أرميا 10 : 7 " لا مثل لك يا رب عظيم أنت و عظيم أسمك في الجبروت . من لا يخافك يا ملك الشعوب لأنه بك يليق . لنه في جميع حكماء الشعوب و فى كل ممالكهم ليس مثلك."
* لأن الله هو الخالق :-
مز 95 : 6 " هلم نسجد و نركع و نجثوا أمام الرب خالقنا "
رؤ 4 : 11 " أنت مستحق أيها الرب أن تأخذ المجد و الكرامة و القدرة لأنك أنت خلقت كل الأشياء
و هى بإرادتك كائنة و خلقت ."
إن مخافة الله تنبع من كونه هو الخالق لكل ما فى الكون بما فيهم أنت و أنا و هو الوحيد الذى يستطيع أن يخلق . إن العالم بآسره يدين للعلماء الذين اخترعوا اختراعات مثل السيارة و الطائرة و الكهرباء و غيرها و بالأولى أن تعطى كل التقدير و الإحترام و المخافة و الهيبة للذى خلق الإنسان الذى أستطاع أن يخترع .
* لأن الله هو فاحص قلب الإنسان : لأن الرب يفحص جميع القلوب و يفهم كل تصورات الأفكار .
1 أخ 28 : 9 الله هو الوحيد الذى يفحص قلب الإنسان و يعرف تصورات قلبه فهو كاشف كل أفكار قلب الإنسان . فكل أفكار قلوبنا و تصورات نفوسنا مكشوفة أمام الله و هو سبب أخر يجعلنا نخاف الله و نهابه .
* المخافة هي الطريق الوحيد للاقتراب إلى الله : مز 24 : 3 " من يصعد إلى جبل الرب و من يقوم فى
موضع قدسه . الطاهر اليدين و النقى القلب ".
نح 1 : 11 " يا سيد لتكن أذنك مصغيه إلى صلاة عبدك و صلاة عبيدك الذين يريدون مخافة أسمك ."
2 أخ 16 : 9 " لأن عينى الرب تجولا ن فى كل الأرض ليشدد الذين قلوبهم كاملة نحوه "
أقصر الطرق للوصول إلى الله هى مخافته الله دائماً يفتش عن أناس يخافوه لكى يقترب إليهم فإذا أردت أن يقترب إليك الله فالباب إلى ذلك هو مخافته .
معطلات مخافة الله :-
ترى ما الأمور التى تجعلنا لا نخاف الله فى حياتنا اليومية ؟ هناك أشياء كثيرة تجعل خوف الله فى حياتنا من الأمور الصعبة فإذا نظرنا على الناس من حولنا فنجد أن قلة منهم يخافون الله فى حياتهم و فى سلوكهم . فدعونا نبحث معاً عن المعطلات التى تقف فى طريق مخافة الله فى حياتنا :
- الخوف من الإنسان : يقول الكتاب عن سيدنا ابراهيم عندما تغرب فى جدار أنه خاف من أبيمالك و قال عن امرأته أنها أخته فأخذها أبيمالك لنفسه لولا تدخل الله فى الأمر . فقد خاف ابراهيم منن أبيمالك أكثر من الله .
و حث نفس الشئ مع أبنه أسحق و فى نفس المدينة عندما سألوه عن زوجته فيقول الكتاب أنه خاف أن يقول أنها إمرأتى لعل أهل المكان يقتلونى من أجل رفقة لأنها كانت حسنة المنظر فقال أنها أختى . فقد خاف أسحق الناس أكثر من الله .
مت 10 : 28 " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد و لكن النفس لا يقدرون أن يقتلوها . بل خافوا بالحرى من الذي يقدر أ، يهلك النفس و الجسد كليهما فى حينهم "
أش 51 : 12 " من أنت حتى تخاف من انسان يموت و من ابن الإنسان الذى يجعل كالعشب و تنسى الرب صانعك باسط السموات و مؤسس الأرض " .
عندما نخاف الناس فهذا أكبر معطل فى طريق مخافة الله . لكن الله يشجعنا بإن افنسان مهما على شأنه فإن الله أكبر و أقوى و متحكم فى الأمور .
2- الخوف من الخسارة :
أحياناً نظن أن مخافة الله مكلفة و سوف نخسر فى سبيل ذلك أو سوف أفقد شئ ثمين نتيجة خوف الله . بل دعنى أقول لك إ، مخافة الله تجعل الإنسان انجح و متميز . فيقول الكتاب عن يوسف الصديق الذى كان يخاف الله أنه كان يخاف الله " أنه كان رجلاً ناجحاً " مع أننا إذا نظرنا من الخارج فى حياة يوسف نظن أنه خسر الكثير فى سبيل طريق خوف الله كان حدث عكس ذلك تماماً . يقول سفر الأمثال " مخافة الرب رأس المعرفة "
أرميا 32 : 40 " و أقطع لهم عهداً أبدياً أنى لا أرجع عنهم لأحسن إليهم و أجعل مخافتى فلا يحيدون عنى و أفرح بهم لأحسن إليهم و أغرسهم فى هذه الأرض بالمانة بكل قلبى و بكل نفسى ".
3- عدم الثقة فى الله :
ممن الأمور المعطلة لمخافة الله فى حياتنا هى عدم الثقة فى الله .
أ/ 14 : 26 " فى مخافة الرب ثقة شديدة و يكون لبنيه ملجأ " عندما تقل ثقتنا فى الله تقل مخافتنا له و عندما تزيد ثقتنا فى الله تزيد مخافتنا له ، فمخافة الله مرتبطة بمقدار ثقتنا فيه .
نتائج مخافة الله :-
هل مخافة الله لها نتائج ؟ فما هى نتائج مخافة الله و ماذا أحصد نتيجة مخافة الله ؟ فإن كان هناك معطلات كثيرة تقف فى طريق مخافة الله . فهل يتساوى من يخاف الله مع من لا توجد فى حياته خوف الله .فما هى هذه النتائج إذن التى سوف أحصدها نتيجة تمسكى بأن أخاف الله فى حياتى :
1 - إكرام الله : مز 15 : 4 " و يكرم خائفى الرب "
" أكرم الذين يكرموننى "
إن الله يبحث عن قلوب تخافه و تعطيه المهابة فهؤلاء الناس الله يكرمهم ز
مز 34 : 7 : ملاك الرب حال حول خائفيه و ينجيهم "
مز 145 : 19 " يعمل رضى خائفيه و يسمع تضرعهم "
إن كان الله يدرك أن مخافته ليست بالأمر الهين بالذات فى هذا العالم الذى قد وضع فى يد الشرير و لذلك فهو يكرم أبناؤه الذين يخافونه .
2- خير الله : مز 31 : 19 " ما أعظم جودك الذى ذخرته لخائفيك "
مز 23 : 6 " غنما خير و رحمة يتبعاننى كل أيام حياتى "
من نتائج مخافة الرب هو الإستمتاع بخير الرب الذى ينعم به على خائفيه الذين يعيشون فى خوف الله و يعلنون مخافته و هيبته فى سلوكهم و حياتهم كل يوم . إ، الله يحب أ، يمنح عبيده الخائفين أسمه من خيره و جوده و إحسانه .
3- كشف مكنونات قلب الله :-
من نتائج مخافة الله لذلك الإنسان الذى يخافه عن ما بداخل قلب الله
مز 25 : 14 " سر الرب لخائفيه و عهده لتعليمهم ."
قال الرب عن ابراهيم : هل أخفى عن عبدى ابراهيم مما أنا صانع .
أمثال 3 : 32 " أما سر الله فعند المستقيمين "
أف 1 : 9 " إذ عرفنا سر مشيئته "
كل هذه الآيات تدل على أ، الله يعلن أسرار قلبه إلى الإنسان الذى يخافه و يعيشبلإستقامة أمامه . هل تريد أن تستمتع بأن الله يعلن لك عن ما بداخل قلبه ؟ إذن عش فى خوفه و أسلك فى مخافته كل يوم .
كيف أخاف الله؟
السؤال البديهى الذى يطرح نفسه علينا فى أخر هذا الموضوع و هو كيف أخاف الله ؟ و كيف أعيش فى مخافته و كيف أسلك فى هذا الأمر كل يوم ؟
1 - البعد عن الشر :
قال يوسف الصديق " كيف أفعل هذا الشر العظيم و أخطئ إلى الله تك 39 : 9
مز 97 : 10 " يا محبى الرب أبغضوا الشر :
عاموس 5 : 15 " أبغضوا الشر و أحبوا الخير "
إن مخافة الرب هى أن أحيد عن الشر أم 8 : 13 " مخافة الرب بغض الشر "
مخافة الرب هى أ، أبغض الشر و أتجنبه فى حياتى اليومية .
2 - الحياة بأمانة فى البيت و العمل :
أن أحيا فى مخافة الرب بكل بساطة و هى أن أعيش بكل أمانة فى بيتى و فى عملى ، و فى بيتى يبدأ مع زوجتى و أولادىأو مع أخوتى و والداى و فى العمل أن أكون أمين فى عملى أى أ، أرضى الله فى عملى غير ناظر للناس حولى بل ناظراً لله .
يشوع 24 : 14 " فالآن أخشوا الرب و أعبدوه بكمال و أ/انه "
1 صموئيل 2 : 24 " أنما اتقوا الرب و أعبدوه بالأمانه من كل قلوبكم "