أعزاؤنا المستمعين .. موضوع درس اليوم هو البيت المسيحى .. نحب نتكلم مع بعض عن نظرة الله للأسرة ، ولكل فرد فيها .. ومكان ومسئولية كل واحد .. وهدف الله ليها ومنها .. ونفسنا نخرج بتصور جديد حقيقى يرجع لكل فرد فى الأسرة كرامته ومكانته الحقيقية .. ولأن مجتمعاتنا بتتكون من مجموعة من الأسر .. فالأسرة هىنواة المجتمع ، علشان كده للأسرة مكانة عالية جدا فى عين الله ، وعلشان كده كان لازم نتناول الموضوع ده فى برنامجنا.
وقبل ما ندخل فى تفاصيل كثيرة .. هانتأمل مع بعض أول أسرة خلقها الله ، ونحاول نتبين الملامح الهامة جدا اللى الله كان يقصدها من البداية. وفى نظرة سريعة على الإصحاحين الأول والثانى من سفر التكوين:
1:26-29 "وقال الله نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا ، فيتسلطون على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى البهائم وعلى كل الأرض وعلى جميع الدبابات التى تدب على الأرض. فخلص الله الإنسان على صورته .. على صورة الله خلقه ، ذكرا وأنثى خلقهم وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا وإملأوا الأرض وأخضعوها وتسلطوا على سمك البحر وعلى طير السماء وعلى كل حيوان يدب على الأرض."
2: 15 – 24 " وأخذ الرب الإله آدم ووضعه فى جنة عدن ليعملها ويحفظها وقال الرب الإله ليس جيدا أن يكون أدم وحده فأصنع له معينا نظيره .. فأوقع الرب الإله سباتا على آدم فنام فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما وبنى الرب الإله الضلع التى أخذها من آدم إمرأة وأحضرها إلى آدم . فقال آدم هذه الآن عظم من عظامى ولحم من لحمى. هذه تدعى إمرأة لأنها من إمرء أخذت.. لذلك يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكونان جسدا واحدا".
فى الفقرتين السابقتين نستطيع أن نتبين معا بضعة نقاط هامة هى أساسيات الأسرة:
- الإنسان هو الكائن الوحيد المخلوق على شبه الله ومثاله .. فى هذا تكريم شديد له أن يراه الله خليفة له على الأرض ليعملها ويتسلط عليها ويخضعها. ولكن فى الأعداد السابقة جملة لايأخذها الكثير فى حسبانهم: "علىصورة الله خلقهم .. ذكرا وأنثى خلقهم".. إذا نرى أن الله يرى فى تمام الوحدة بين الرجل وزوجته صورته.. أى أن الوحدة الكاملة تتكون من الرجل والمرأة معا وليس من أحدهما منفردا .. وتمام سلطان الإنسان يتم بوحدة الزوجان معا.
- المرأة أخذت من الرجل لتكون جسدا واحدا معه .. كان الله يستطيع أن ينفخ روحه فى قطعة أخرى من الطين ليصنع المرأة ، ولكنه إختار فى حكمته أن يكون جسد المرأة مأخوذا من جسد الرجل حتى حينما يجتمعان برباط الزواج المقدس يعودا جسدا واحدا .. وحدة واحدة .. لذلك أيضا يكمل المسيح فيما بعد عن العلاقة الزوجية حينما سأله الفريسيون عن أسباب الطلاق فى مت 19 : 4 – 6 " فأجاب وقال لهم أما فرأتم من البدء خلقهما ذكرا وأنثى وقال من هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراته ويكون الإثنان جسدا واحدا. إذا ليسا بعد إثنين بل جسد واحد. فالذى جمعه الله لا يفرقه إنسان".
ثم يكملفى عدد 8-10 "إن موسى من أجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساؤكم ، ولكن من البدء لم يكن هكذا. وأقول لكم أن من طلق إمرأته إلا بسبب الزنا وتزوج بأخرى يزنى .. والذى يتزوج بمطلقة يزنى.
وذلك أن وحدة الجسد الواحد تنفصم فقط بالزنى .. لذا فإن وجود أى علاقة بإمرأة أخرى فى الرجل أو العكس يكسر رابطة الزواج ويفصم الوحدة بين الإثنان .. فلا يعودا جسدا واحدا ، فاقدين سلطانهما الروحى من خلال وحدتهما .. وكاسرين قداسة إرتباطهما. - يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته – فى هذا الآية وصية صريحة بإستقلال الخلية الجديدة عن وصاية الأبوين ، يتخلص الرجل من خضوعه لوالديه ليصبح رأسا مستقلا لأسرة جديدة بعيدا عن التأثيرات والآراء العائلية.. وكذلك على المرأة أن تنفصل وجدانيا عن أهلها وعوائدها لتخصع لرأسها الجديد ، كما تقول كلمات المزمور "إسمعى يا بنت وأنظرى وإنسى شعبك وبيت أبيك .."
- فأصنع له معينا نظيره .. مع إختلاف أدوار كل من الرجل والمرأة .. فإن المرأة خلقت لتكون معينا للرجل فى إتمام دعوته فى الحياة ..ومنذ البدء أراد الله أن يحفظ لها مكانتها بكلمته "نظيره" فهى ليست دونه ، بل نظيره.
وسوف نتطرق الآن لدور كل من الزوج والزوجة ومسئوليات كل منهما لكي يحققا النجاح فى العلاقة الزوجية، ولك قبل أن نبدأ فى تحديد الأدوار نريد التركيز على حقيقة هامة .. وهى أن الزواج علاقة تكون فيها أنت مسئولا بدرجة 100% ..وليس لك أية حقوق على الإطلاق.. لا تبدأ أبدا بأن تسأل الطرف الآخر عن حقوقك .. لكن أنظر لنفسك على أنك مسئول مسئولية كاملة عن سعادة ونجاح شريكك .. ومن هذه القاعدة سنبدأ فى مناقشة الأدوار.
- الزوج المسيحى
أف 5: 25، 28، 31 أيها الرجال أحبوا نساؤكم كما أحب المسيح أيضا الكنيسة وأسلم نفسه لأجلها .. كذلك يجب على الرجال أن يحبوا نساؤهم كأجسادهم .. من يحب إمرأته يحب نفسه فإنه لم يبغض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه كما الرب أيضا للكنيسة .. من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه وكون الإثنان جسدا واحدا.
- هل تعرف عزيزى المستمع أن كلمة زوج فى اللغة الإنجليزية مشتقة من تعبير "رباط البيت ودعامته" وذلك أن الرجل هو المسئول عن الإتحاد بينه وبين زوجته وبينهما وبين أطفالهما ليكونوا وحدة واحدة ، والسبيل الوحيد لمثل هذه الرابطة هى المحبة التى نجدها فى الأعداد السابقة والكلمة المستخدمة لكمة محبة فى اليونانية "أجابى" وهى تعنى محبة باذلة للذات مقدمة للآخر. وكما أن محبة المسيح للكنيسة ناشئة عن تكريس ذاته وتضحيته بنفسه لتقديس الكنيسة كذلك يطلب الرسول بولس من الأزواج مثل هذه المحبة المحبة الباذلة .. وبالطبع يجب على الزوجة أن تبادل زوجها بمحبة مساوية فى الكم والكيف . . ولكنها مسئولية الزوج أن يبدأ بالتأثير الإيجابى للمحبة .. ولذا وجهت هذه الوصية فى الأساس للزوج.
- كما أن المسيح هو رأس الكنيسة .. كذلك الرجل هو رأس الأسرة .. وهو بهذا له الكرامة والسلطة .. ولكن ما هو أهم أنه قد أصبح مسئولا عن قيادة الأسرة – الزوجة والأطفال – ليحيوا فى طاعة الرب.
- كذلك أصبح الزوج مسئولا عن رعاية أسرته .. كما تقول الأعداد " لم يبقض أحد جسده قط بل يقوته ويربيه" .. لذا يجب على الرجل أن يهتم بزوجته ويرعاها من كافة النواحى المادية والجسدية والنفسية والروحية .. فهو الآن المسئول عن سعادتها وأمانها فى هذه النواحى جميعا. فإذا إستطاع الزوج أن يفهم حقيقة الجسد الواحد سهل عليه أن يحب زوجته كما يحب نفسه .. إذ لا يمكن أن يتسبب فى أى أذى لها دون أن يعود عليه فى النهاية .. ولا أن تعانى من إحتياج ما دون أن يرتد عليه.. إذ أنهما فى مركب واحد ..
وعكس المحبة ليس هو الكراهية .. بل الأنانية .. فالأنانية عادة هى السبب الرئيسى وراء نقص المحبة .. لذا يتكلم الكتاب عن محبة باذلة مذكرا طوال الوقت بمحبة المسيح لنا .. والرجل هو دعامة البيت التى تقوم عليها بنيته .. والزوجة هى معينه الذى يحيطه بالمحبة والمشاركة واللطف .. فإذا سدد إحتياجاتها المختلفة .. ستكون له نعم المعين .. وإذا لم يستطع أن يكون الدعامة المطلوبة .. إنهار البيت.
ولن يعين الزوج على القيام بكافة مسئولياته خير قيام سوى أن يحيا فى شركة روحية حقيقية مع الرب .. لكى يقوده الروح القدس ويشبع من خلاله أسرته ويقودها لمجد الله.
2) دور الزوجة: