نواجه مشاكل الآن فى الأسرة المسيحية تعوق بنيان النفس البشرية ونحن نعلم أن الأسرة المسيحية هى الخلية الأولى فى الكنيسة بل الخلية الأولى فى الملكوت .. أى الأسرة هى التى تكون الكنيسة .. من مجموع الأسر تتكون الكنيسة ..
وأيضا يبنى الملكوت من أولاد الله الذين تخدمهم الكنيسة من خلال الأسرة المسيحية .. فحسنا أن يكون هناك إهتمام بالأسرة المسيحية ومناقشة مشاكلها ومحاولة إيجاد حلول حقيقية لها .
مشاكل الأسرة المسيحية :
هناك خمس أنواع من المشاكل مجموع المشاكل فيها 36 مشكلة ...... وهناك ثلاثة حلول لهذه المشاكل.
النوع الأول :- المشاكل الدينية أو الروحية:
دائما الدين أو الحياة الروحية هى الملجأ التى تحل المشاكل .. عندما تكون هى نفسها بها مشاكل يكون الأمر أصعب . ما هى المشاكل:-
1 - إنفتاح الأسرة على مختلف نواحى الإيمان الموجودة من خلال القنوات الفضائية:-
وهذة مع الإستفادة الكبيرة التى تستفيدها الأسرة المسيحية من القنوات الفضائية لكن هناك قنوات أخرى تشكك فى الإيمان .. غير القنوت المنحرفة التى تدخل بيوتنا أمور لا يليق أن يراها ، أحد أمور تخص الجسد وإهانته بالخطية والأفلام المنحرفة .. كل هذا يمثل مشكلة كبيرة أمور مرتبطة ببعضها ( الدش والنت) تؤدى إلى شكوك تدخل الذهن والشك سهل أنه يدخل الذهن وصعب أن يخرج .. لذلك لابد من قيادة فى مسألة التحكم فى القنوات الفضائية ... جيد أن تستفيد لكن لا ندخل قنوات تضيع تعبنا . الأخلاقيات الجيدة التى نتعلمها فى بيوتنا المسيحية والعلاقة الجميلة التى بالله والتى نتعلمها من الأسرة قد تضيع من خلال هذه الفضائيات ... ودائما المنزلق أسهل من الصعود ... لذلك نصيحتى أن لا تطلقوا العنان فى البيت لرؤية أى قنوات ، لابد من تحكم ... ويوجد اقتناع لدى الجميع أن هناك خسارة كبيرة جدا قد تخسرها الأسرة لو دخلت فى رؤية القنوات التى تتعب الذهن والروح وتدخل الأسرة فى أمور كثيرة .
• المعرفة النظرية : إنسان يتلقى معرفة نظرية ولا يفعل شئ ... تخيل إنسان يسمع ولا يعمل تكون النتيجة أنه يصاب بشيخوخة روحية يكون ذهنه كبير لكن حياته الروحية لا شئ.
• التعصب والجدال : والدخول فى مشادات سواء مع المسيحيين أو غير المسيحيين هذا جو يضيع السلام ويضيع المحبة .
• الاستهلاك : مجتمعنا يسمى مجتمع إستهلاكى ... فبدل أن تكون منتج روحى تكون مستهلك روحى .. وبالتالى لا يكون لديه رصيد لأنه مستهلك فقط.
هذا يدخلنا فى مجموعة مشاكل أخرى هى:
+ المظهرية : كما قلنا مظهرية الكنيسة والفريسيين.
+ الرياء : أن يتظاهر الإنسان بأشياء ليست فيه وأيضا يعبر عنها بتعاليم أو قيادة بها رياء كما قال لهم ربنا يسوع أغلقتم ملكوت السموات قدام الناس فما دخلتم أنتم ولا جعلتم الداخلين يدخلون هذا ما يدفعنا إلى ضد القداسة.
+ ضد القداسة... القداسة هى هدف حياتنا أن نكون قديسين ... ولنرى قول مار بطرس " نظير القدوس الذى دعاكم كونوا أنتم أيضا قديسين فى كل سيرة" . أى فى كل حياة وكل عمل على قدر ما نستطيع نحيا الكمال النسبى الذى قال عنه الكتاب كونوا كاملين.
النوع الثانى : المشاكل الإجتماعية :-
وبها ثمانية مشاكل:
1- الناحية المادية : أصبح الأن الناحية المادية تسيطر على المجتمع والازمة الأقتصادية والبطالة وأشياء كثيرة تتعب المجتمع مما جعل المجتمع منصرف إلى الناحية الماديةز
2- الرغبة فى التحديث وترك كل ما هو أصيل : دخلنا فى التقليد ونسينا الأصالة ليس لدينا مانع أن يكون لدينا حداثة فى وسائل التعليم فكلنا نستخدم الكمبيوتر والفيديو بروجيكتور .. هذه أمور جيدة ولكن الحداثة بمعنى أن نستورد من مجتمع غير مجتمعنا أمور تسيطر علينا ونترك الأصالة التى لدينا ؟!! هذا ما يهدم المجتمع بكل سهولة .. أصبح من معه مال يساوى قيمة المال أى صار الإنسان رخيص ... هذا يقودنا إلى ..
3- الإنشغال فى الحصول على المال : فصارت الأسرة مفككة .. التفكك الأسرى .. وهذه مشكلة إجتماعية خطيرة ينتج عنها مشكلة أخرى هى ..
4- البعد عن الحوار والحديث الأسرى والعواطف الدافئة : أحيانا الأطفال فى البيت لا يجدون من يكلمهم .. أحيانا الزوجين يتعاملان معا بالورق كل منهما يترك ورقة للآخر ليعرف ماذا يريد أو أين سيكون .. علاقة ورقية وليست علاقة عائلية ... هذا يؤدى إلى ...
5- الانفرادية فى الحياة : الانفرادية تؤدى إلى الكثير من المشاكل الأخرى . ...
6- عدم فهم الآخر: صار كل واحد متحوصل فى نفسه بعيد عن المجموعة ... أحيانا نذهب لزيارة مفاجئة لأسرة تجد الابن فى حجرته مغلق بابه على نفسه مع النت والابنة مع الموبايل والأب ينهى أعماله ... أين الأسرة المجتمعة معا حول الإنجيل والأجبية ... نحن أول شئ أبصرناه فى طفولتنا الأب والأم مع الأجبية يصليان ... وكنا أطفال لا نعى شئ نرى أبائنا واقفون يصلون معا هذا يحبب الطفل فى الصلاة ... متى طلب التلاميذ من السيد المسيح أن يعلمهم الصلاة؟ عندما كان عائد من الجبل وكان يكلم الأب السماوى عندئذ قالوا له علمنا كيف نصلى ... لذلك الطفل الذى لا يرى والدين يصليان كيف يتعلم الصلاة ؟ هذا هو التفكك الموجود فى البيت مشكلة إجتماعية لها بعد روحى .
7- الشللية : الرجل يأتى بأصدقائه ويجلس فى حجرة والابن مع أصدقائه فى مكان آخر ... والبيت مجرد مجموعات وشلل ... منظر صعب ولا يهم أحدهما ما يضر الأخر أو يفيده حتى إن كان الابن فى الإمتحانات الاب يهمه أصدقائه فقط والأم لها صداقاتها مع أخريات ... كل ذلك نتج عنه مشكلة أخرى هى الطلاق المدنى .
8- الطلاق المدنى : فى حالات كثيرة نتيجة للتفكك الأسرى قرروا الأنفصال .. وقد ينفصلون داخل البيت وقد ينفصلوا رسميا على الورق .
كل هذا يدفع أحيانا إلى الزواج المدنى !!! كل هذا بعيد عن الدين لان الزواج عمل سرائرى وليس عمل إجتماعى بشرى .. هذا عمل إلهى وهكذا فقد المجتمع المسيحى كثير من رونقه الأول وكثير من ترابطه الأول ... كان معروف أن الطلاق فى المجتمعات غير المسيحية وليس عندهم ترابط بينما عندنا فى المسيحية وخاصة الأرثوذكسية لدينا ترابط ولا يخطر ببال أحد الطلاق . فقد كان المبدأ لا طلاق على الإطلاق .. الأن صار الأمر متغير عما سبق كثيرا يبدأ بالمادية والرغبة فى التحديث ثم الإنفراد وعدم الحوار وعدم فهم الأخر والشللية ثم الطلاق أو الإنفصال ثم الزواج المدنى ثم أمور كثيرة تشوه مجتمعنا الأرثوذكسى .
النوع الثالث : المشاكل النفسية :
لآن المجتمع تأثر نتيجة ضعف الروح وبالتالى النفسية . فنجد القلق ... التوتر.. فقدان السلام .. الانهيار أمام الصعاب... المجتمع صار صعب ... إنعدام الثمر... إنسان مرهق متعب فاقد للسلام ماذا تنتظر منه ؟! يدخل على النت والفضائيات ويقول " انفك مما أنا فيه " فينفك من الحياة مع الله فيدخل فى حال هو أقل منه لا يستطيع أن يواجهه .. هذا يؤدى إلى محاولة الرفعة المزيفة أى يكسب مال بأى وسيلة أو يحاول أن يعيش فى مستوى مادى مرموق ويقضى أيامه وهو عابس بحياته ومتعب لذلك كثيرون الأن ينامون بالمهدئات صار أمر عادى وليس ذلك فقط بل البحث عن وسائل تغيب الإنسان عن تعبه فيدخل فى دائرة المخدرات ثم نبحث له عن مصحة وعلاج نفسى طويل . نفس ما كان موجود فى المجتمع الغربى من حوالى عشرين أو ثلاثين سنة كنت ترى الشباب فى الطرقات مغيبين عن الوعى ... لماذا ؟ لأنه روحيا فاتر وبالتالى نفسيا فاتر فدخل فى ما يسمى المخدرات ... دخل فى عالم غيبه عن الوعى لأن الوعى متعب وهذا منطق الشخص غير الواعى .حاليا قسم الأمراض النفسية والعصبية هو أكبر الأقسام فى المستشفيات وأكثرها عمل للأسف وهذا أمر غريب عن مجتمعنا نحن أصلا مجتمع زراعى مستقر وفى الريف كان للناس ينعمون بالسلام مستقرين جدا... الأن التوتر والقلق والإنهيارات أثرت على الناس بطريقة غير عادية.
النوع الرابع : المشاكل المادية :
مشاكل مادية منها:
1- السفر للخارج : وترك الأسرة نتيجة البطالة ، يبحث عن العمل فى مجتمعنا لا يجد ، فيفكر فى الهجرة العشوائية أو يذهب لأى بلد أخرى ويترك الأسرة فى مهب الريح ... شخص فى بداية زواجه يسافر للعمل فى الخارج ويترك زوجته وحيدة كأنها لم تتزوج وهى متزوجة ويأتى إليها كل سنة مرة أو كل عدة شهور وقد يحاربه عدو الخير هناك فينشغل بأخرى عن أسرته فتكون الطامه الكبرى.
2- إختلاف الأنظمة فى المجتمعات: هذا قد يسبب للشخص عدم إدراك النظام الذى سيعيش به فهناك أماكن بها نظام رأسمالى وأخرى بها نظام إشتراكى ... إختلاف الأنظمة المادية يجعل الإنسان غير مستقر والنتيجة أن الأسرة تدفع الثمن.
النوع الخامس : المشاكل الجسدية :
والجسد يحصد نتيجة كل أنواع المشاكل . التوتر يؤثر على الجسد كذلك فقدان السلام .. إنفصال الإنسان عن الله يسبب له متاعب نفسية تؤدى إلى متاعب جسدية والنتيجة كثرة الأمراض ،و الأمراض الحديثة مثل الضغط والقلب و ... ظهور بعض الفيروسات ومنها مثلا فيروس الايدز الذى ظهر نتيجة الممارسات الخاطئة.
+ مشاكل التوريث : أيضا صار بين العائلات مشاكل نتيجة توزيع الميراث .. والأن دخل العالم إستخدام الهرمونات التى تجعل الشئ ينمو سريعا فسبب ذلك أمراض جسدية منها السرطانات ... نتيجة المشاكل قد تضعف مناعة الجسد فيصاب بأمراض مع عدم التوعية بالعلاجات اللازمة...
خلاصة الأمر نجد أن هناك ستة وثلاثون مشكلة تواجة الأسرة منها :
تسعة مشاكل روحية ودينية ... ثمانية مشاكل نفسية .... ثمانية مشاكل إجتماعية ... ستة مشاكل جسدية ... وخمسة مشاكل مادية ..
طرق حل هذة المشاكل :
1- الحوار فى الأسرة:- هذه نقطة مهمة لأنه صار نادرا ما تجد أسرة تجتمع لتتحاور معا وتنبه بعضها وتوعى بعضها وتعرف أفكار بعضها وتنصح بعضها . والحوار ببساطة معناه تبادل الفكر بين أعضاء الأسرة وهذه هى الطريقة المثلى للوصول إلى الوحدانية وتبادل الفكر ... وحدانية الفكر تجلب وحدانية الأسرة وتمجيد إسم الله ووحدانية الهدف لأنهم يعيشون حياة واحدة وبالتالى تجلب وحدانية الإرادة كرغبة وكعزيمة لأن الإرادة لها أكثر من معنى ، معنى الرغبة ومعنى العزيمة القوية .
معوقات الحوار :-
أ-عدم التعود على الحوار :- كل شخص إعتاد أن يحيا وحده ... خاصة لو ارتبط إثنان كل منهما أتى من بيئة مختلفة ومن ثقافة مختلفة بطبع مختلف فيأخذ كل منهما قراره وحده لا يشعر أن له الآن شريك يبادله الرأى والفكر .
ب- عدم الاحساس بالآخر :- قديما عندما كان يعود الزوج للأسرة متعب كانت الزوجة تجلس معه تخفف عنه متاعبه ويصليان معا فتمر المشكلة " الويل لمن هو وحده إذ ليس له ثان ليقيمه ".
ج- الإرهاق وعدم توفير الوقت : - الكل مشغول دائما...
د- عدم اعتياد الكبار مناقشة الصغار والأخذ برأيهم :- الكبير دائما كبير ويقول وعلى الصغير التنفيذ ويتوه الصغير وسط الأسرة ... لا ... لابد أن نهتم بالحوار مع الصغير فكرة السلطة فى القيادة وليس الحوار الذى يؤدى إلى رأى واحد ( ديمقراطية ) . والتشبث بالرأى عند الكبار يمنع حوار الصغار وحرية التعبير وضغط الصغار على الكبار يجعل كل واحد يعمل ما يريد وبالتالى يضيع الحوار بضغط الصغار عاطفيا على الكبار .
ه- الإنشغال بصداقات خارج الأسرة :- أكثر من صداقات داخل الأسرة المفروض أن الأب يكون صديق لإبنه والأم صديقة لإبنتها .. يكون للأب إستعداد ليسمع ويناقش الإبن خاصة فى فترة المراهقة لا يستطيع الإبن أن يتكلم مع أحد غير أبيه فيعرفه ما هو خطأ وما هو صحيح لأن به تغيرات جديدة عليه هل نتركه يعرفها من خارج البيت ؟ أم أنت تفهمه ما هو صحيح ؟.
سؤال : فى أى سن سنتحاور ؟ ومتى يبدأ الحوار ؟ وبأى أسلوب ؟
جواب : الحوار يبدأ من الصغر
الله أعطى الأم نعمة أن تتكلم مع إبنها وهى تحمله على كتفها لا يفهم أحد غيرها هى .. لذلك الأم المشغولة عن أولادها وتتركهم للمربية تربيهم كيف تحاوره ؟ لا يشعر الأبناء أنها أمهم .. وكلمة أم تعنى حضن . تحتضن فى بطنها وبعد ولادته تحتضنه فى صدرها ولما ينمو أكثر كلما إنفصل عنها أكثر كلما إتسع حضنها لتسعه تحتضن الأبناء وتربيهم فى خوف الله ... إذا الحوار يبدأ فى الصغر بالشرح والتفهيم .. ثم أعطاء المعلومة النافعة بأسلوب شيق .. ثم يرتفع مستوى الحوار إلى توجيه الأسئلة ثم يرتفع أكثر إلى المناقشات البناءة وهكذا يتطور الحوار ليشمل حياة الإنسان فى مختلف الأعمار . والسيد المسيح أعطانا أمثلة جميلة للحوار عندما تحاور مع السامرية وأوصى لها لأن تكون كارزة للمسيح وفتحت أمامه السامرة التى كانت قد أغلقت أبوابها أمامه .. والله نفسه فى ( أش 18:1) يقول " هلم نتحاجج يقول الرب" أى هيا للحوار نتحاور بالحجة " إن كانت خطاياكم كالقرمز تبيض كالثلج وكانت حمراء كالدودى تصير كالصوف " .. أيضا فى راعوث حوار بين راعوث وحماتها وكيف كان التمسك والوفاء لدى راعوث تقول لها أرضك أرضى لن أتركك .. وهكذا السيد المسيح تحاور مع سمعان الفريسى واقنعه أن المرأة الخاطئة كانت أفضل فى أمور كثيرة ... عامة الحوار يظهر قيمة النفس بأن نعطيها من الوقت والإهتمام .
2- علاقة الأسرة بالمسيح :- الحوار يجعل هناك علاقة بين الأسرة وبعضها . مهم أيضا لكى تنجح الأسرة فى الحوار وتأخذ فكر الله ويستقر فيها دينيها لابد أن تكون هناك علاقة بين الأسرة وشخص المسيح له المجد..ولنرى أسرة لعازر كنموذج ... السيد المسيح أحب أسرة لعازر جدا فكان يجلس معها وكانت مريم تجلس عند قدميه تسمع ولعازر بجانبه ومرثا تجهز له الأطعمة ... فكانت أسرة تحب المسيح وكانت علاقتهم بالمسيح كالتالى :
أ- أسرة يستريح فيها المسيح :- رأى فيها ناس تحبه وتسمعه وتريده وجد فيها جو ترحيب ... إن دخل المسيح بيوتنا الأن يجد كل واحد منا مشغول بحاله ولن يجد منظر أسرة لعازر وهو وسطهم ... ليت الأسرة تجلس معا حول الإنجيل ... المسيح صوته فى الإنجيل عندما يقرأ فى الكنيسة الكل يقف وينصت .
ب- يجد كل أفراد الأسرة مهتمه بالمسيح وهو مهتم بهم :- توجد علاقة . ونرى ذلك لما مرض لعازر أرسلت الأختان للمسيح قائلتان " هوذا الذى تحبه مريض " لم تقولا إسم أو عنوان للمريض سوى صفة أنه يحبه ... لذلك كان المسيح له المجد ملجأ هذه الأسرة .. لما مرض لعازر لجأوا إليه " إسم الرب برج حصين يركض إليه الصديق ويتمنع " إى حماية ... ولما تأخر السيد المسيح قالت له " لو كنت ههنا لم يمت أخى " أنت ملجأنا لماذا تأخرت ؟ الحب الذى يولد الثقة فى شخص المسيح ، قل له ليس لنا آخر سواك .. كما قال بطرس الرسول للسيد المسيح " يارب إلى من نذهب وكلام الحياة الأبدية عندك " .. قال يسوع لمرثا سيقوم أخوك.. قالت له أنا أعلم أنه سيقوم فى القيامة فأجابها " أنا هو القيامة والحياة من أمن بى ولو مات فسيحيا " وكان يقصد أن تؤمن بالقيامة قبل أن تراها بالعيان ... ولما قال ارفعوا الحجر قالت له يا سيد قد أنتن لا داعى لرفع الحجر قال لها " ألم أقل لك إن أمنت ترين مجد الله " الأسرة التى يستريح فيها ويجد علاقة شخصية بينه وبين كل فرد فى الأسرة وأيضا موضع ثقة الأسرة.
ج- تقبل التجارب من يده وتصبر وتنتظره إلى أن يأتى ويحل المشكلة :- هكذا ينبغى أن تكون علاقة الأسرة بالمسيح ... هناك بيوت تمتعت بالمسيح نتيجة الثقة بين الأسرة وشخص المسيح ... ليس فقط فى حياته على الأرض وفى التاريخ قصص كثيرة ... أسرة القديسة ماكرينا كان بها أربعة أولاد وبنت ... الأولاد منهم بطريرك وثلاثة أساقفة .. والبنت رئيسة دير ... أسرة رائعة لها علاقة قوية بشخص ربنا يسوع لذلك أعطوا حياتهم له وكانوا فرحين بحياتهم معه . لست أقصد أن هذه هى الوسيلة الوحيدة التى تظهر علاقة الأسر بالمسيح .. لا .. هناك أسر تعيش فى العالم هنا وعلاقتهم قوية بالله يقرأون سنكسار كل يوم ويعيشون الأناجيل فى الآية اليومية والدراسة اليومية .. لكن للأسف قلت هذه الأسرة وانشغل الناس لنرى معلمنا بولس الرسول عندما يسلم على الأسر يقول أسرة أكيلا وبرسكيلا والكنيسة التى فى بيتهما لأن المسيح فيه... وأيضا زكا قال له المسيح اليوم حدث خلاص لأهل هذا البيت . بيت القديس أوغسطينوس وأمه القديسة مونيكا ... أيضا بيت مارمرقس أول كنيسة فى العلية .. ويشوع عندما قال ( أنا وبيتى نعبد الرب ).
إذا الحل الأول الحوار ... الحل الثانى تكوين علاقة مع السيد المسيح .
3- علاقة الأسرة بالكنيسة :- لابد أن نعرف أن كل أسرة كنيسة صغيرة .. والكنيسة هنا أسرة كبيرة التى تجمع الأسر الصغيرة .. لابد أن تكون هناك علاقة قوية بين الأسرة والكنيسة ... وأحيانا تبدأ الكنيسة ببيت تبدأ فيه الصلاة ويكون نواة الكنيسة فى قرى كثيرة يحدث ذلك .. يوجد حوالى خمسة نقاط مهمة فى علاقة الأسرة بالكنيسة .
أ- الأسرة أيقونة الكنيسة :- أى صورة للكنيسة لأن الزوج والزوجة على مثال المسيح والكنيسة لذلك كا الإكليل يقام بعد باكر وقبل تقديم الحمل ليكون العروسان قربان لله .. يقول " أيها الرجال أحبوا نساءكم كما أحب المسيح الكنيسة " ويقول كما تخضع الكنيسة للمسيح هكذا النساء لرجالهن فى كل شئ " وأى خلل فى الأسرة يؤثر على علاقتها بالكنيسة أى لو أسرة بها انفصال أو خصام هل تستطيع التناول ؟ لا ...
ب- الكنيسة هى مرجعية الأسرة :- أى الكنيسة مرجع للأسرة فى كل شئ تحتاج لمعرفته كما تلد الأسرة الأطفال جسديا الكنيسة تلدهم روحيا وعندما لا يطيع الأولاد الأسرة يتدخل أب الأعتراف الأب الروحى .
ج- لقاء الأسرة والكنيسة فى العبادة :- قبل المعمودية فى الكنيسة تقام صلاة الحميم فى الأسرة . وكما تصلى الكنيسة على المنتقل فى الكنيسة تصلى صلاة الثالث فى الأسرة . وأبونا يقيم الأسرار فى الكنيسة ، لكن سر مسحة المرضى فى البيت ... أيضا كل عام يمر الكاهن ليصلى صلاة تبريك للبيت ليظل البيت مبارك ولا تحدث به أمور شيطانية تخل بالأسرة ... إذا هذا إلتقاء الأسرة والكنيسة فى الطقس والخدمة ... ودائما الأسرة والكنيسة يتفقان على تربية الأولاد معا فى مخافة الله وضبطهم فى الحياة .
د- الأسرة مكان راحة المسيح :- كما كانت أسرة لعازر ... نحبه قبل أى فرد فى الأسرة " من أحب أبا أو أما أو أخا أو أختا أو زوجة أو أولاد أكثر منى فلا يستحقنى " جيد ومهم أن نحب المسيح أولا ثم الأسرة من خلال المسيح . تخيلوا الأم دولاجى لو أحبت أولادها أكثر من المسيح فماذا كان سيحدث ؟ كانت ستنكر المسيح من أجل أن تحفظهم ولكن لأنها أحبت المسيح أولا وأحبت أولادها من خلال المسيح قبلت أن تقطع رؤوس أولادها على رجلها وهى تشجعهم ونالت هى أيضا إكليل الشهادة معهم .
ه- الكنيسة هى أسرة كبيرة فيها الكهنوت يمثل أبوة الله والكنيسة تمثل الأمومة :- الكنيسة يمثل الأمومة التى تحتضن الأسر ،و الأسرة هى التى تمد الكنيسة بالكهنة والرهبان والشمامسة والخدام والمكرسات ... فالأسرة تغذى الكنيسة والكنيسة تخدم الأسرة . أحيانا بعض الأسر تتثاقل أرجلهم على الكنيسة أى لا يواظبون على القداسات والإعتراف والحياة السرائرية . لذلك طلبة جميلة أختم بها تقول : " إغرسهم فى بيعتك المقدسة كشجرة الزيتون الموثقة تمرا"
أى كلما غرس الإنسان فى الكنيسة يصير محب للكنيسة ويأخذ إرشاده من الكنيسة ومن شدة محبته لها يحيا الكنيسة ويحمل الكنيسة إلى حيثما يذهب ، كل مكان يذهب له يصير كنيسة . الله يعطى نعمة لتحل كل مشاكل الأسرة من خلال الحوار ومن خلال علاقة الأسرة بالمسيح والكنيسة .